بوينج 737 ماكس تعود لسماء أوروبا مجددا
يوما بعد يوم، تنفض الطائرة المنكوبة “بوينج 737 ماكس” غبار أكبر أزماتها على الإطلاق، مع قرار بعودة الطائرة للتحليق مجددا في أوروبا.
أعلن مدير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران باتريك كي، اليوم الثلاثاء، أن هذه الهيئة ستمنح “الأسبوع المقبل” الإذن باستئناف خدمة طائرة بوينج 737 ماكس بعد تعديلات أدخلت عليها إثر حادثين أوقعا 346 قتيلا.
وقال خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو: “نتوقع نشره (إذن الطيران) الأسبوع المقبل. من وجهة نظرنا، ستتمكن بوينج ماكس من التحليق مجددا (في أوروبا) اعتبارا من الأسبوع المقبل”.
وأضاف “لقد وصلنا إلى المرحلة التي تم فيها استيفاء متطلباتنا الأربعة” وهي “الفهم الجيد لما حدث” في السابق و”معالجة كل العوامل التي أدت إلى وقوع الحوادث”، وإمكان الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران نفسها من التحقق من عدد من النقاط “الحاسمة” وأن يكون الطيارون “على دراية وتدريب صحيحين”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعطت إدارة الطيران الفدرالية (إف إف إيه) ثم السلطات البرازيلية، الضوء الأخضر لعودة هذه الطائرات إلى الخدمة.
وأعلنت كندا أمس الإثنين أنها ستسمح باستئناف الرحلات الجوية فوق أراضيها لطائرة بوينج 737 ماكس بدءا من يوم الأربعاء.
وقالت وزارة النقل الكندية، في بيان، إنها أكملت مراجعة تعديلات التصميم التي أمرت بها إدارة الطيران الاتحادي الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مضيفة أنها “خطوة أولى مهمة” نحو إعادة ترخيص طائرات هذا الطراز في كندا.
ويعني الضوء الأخضر الذي أعطي لطائرة 737 ماكس للتحليق في الأجواء الأوروبية، أن شركة “بوينج” التي واجهت انتكاسات بسبب الحوادث المتكررة لهذا الطراز من الطائرات إضافة إلى أزمة فيروس كورونا المستجد، ستكون قادرة على استئناف تسليم الطلبيات على طائراتها إلى القارة العجوز.
لذلك، يمكن للشركة المصنعة أن تأمل في تحسين ربحيتها إذ يدفع الزبائن الجزء الأكبر من الكلفة عندما يتسلمون الطلبية.
وخلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قررت سلطات الطيران في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السماح بإعادة تشغيل طائرات الطراز بوينج 737 ماكس بعد علاج المخاوف المتعلقة بعوامل السلامة والأمان في هذه الطائرات.
تاريخ الأزمة
ومنذ مارس/آذار من العام 2019 تم حظر تشغيل طائرات بوينج 737 ماكس في كل أنحاء العالم، في أعقاب حادثي تحطم طائرتين من هذا الطراز الأول في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بإندونيسيا والثاني في مارس/آذار 2019 في إثيوبيا مما أسفر عن مقتل 346 شخصا.
واعتبر أن السبب الرئيسي للحوادث هو خلل في برمجيات التحكم التي وجهت الطائرات نحو الأرض. ولم يتمكن الطيارون من التغلب على الإعدادات التلقائية.
وأدت تداعيات الحوادث إلى إيقاف تشغيل الطائرة في جميع أنحاء العالم، واستقالة الرئيس التنفيذي دنيس مويلينبرج، وإجراء تحقيق جنائي، وكانت أكبر ضربة مالية لبوينج في تاريخها الممتد لـ104 سنوات.
ويوم الخميس، قالت وزارة العدل الأمريكية إن شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات وافقت على دفع أكثر من 2.5 مليار دولار لتسوية اتهامات جنائية بشأن طائرتها من طراز 737 ماكس المثقلة بالأزمات.
وكان يُشتبه أن بوينج أسرعت في إدخال سلسلة طائرات من طراز 737 ماكس الأكثر مبيعًا إلى السوق وأهملت السلامة، بعد حادثين أسفرا عن مقتل ما مجموعه 346 شخصا.
ويتهم مسؤولو وزارة العدل الأمريكية شركة بوينج الآن باستخدام بيانات مضللة لعرقلة قدرة الحكومة على ضمان سلامة السفر الجوي.