تحشيد عسكري واسع في شمال دارفور والجيش يستعرض قوته في الفاشر
الفاشر – صقر الجديان
كشفت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم عن اجتماعات مكثفة بين رئيس أركان جيش حركة تحرير السودان يوسف كرجكولا وقادة ميدانيين للحركات الموقعة على اتفاق السلام ببلدة طويلة بشمال دارفور، بينما تشهد الولاية تحشيدا غير مسبوق لقوات حركات دارفور، كما نظم الجيش عرضا عسكريا جاب انحاء المدينة.
وتقع بلدة طويلة على بعد حوالي 60 كيلومتر غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ويوم الجمعة الماضي، وصل كرجكولا، على رأس قوة عسكرية وصفت بالكبيرة للمشاركة في حماية المدنيين، وحظي باستقبال قادة القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام والمقدم في الجيش السوداني الصادق الفكة وهو منشق سابق من حركة عبد الواحد نور.
وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل لسودان تربيون إن قادة الأركان الميدانيين لكل من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي وتجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر وحركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي القيادة التصحيحية، اجتمعوا مع يوسف كرجكولا قبل وصوله الفاشر.
وأضاف أنه نتج عن الاجتماع تفاهمات استمرت لفترة طويلة، قبل أن تستأنف الاجتماعات مرة أخرى ببلدة طويلة بعد وصول كرجكولا الفاشر لاستكمال النقاشات التي جاءت كنتاج للمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه المدنيين.
وتابع قائلا “إن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور حركة ثورية تجمعنا ذات الأهداف معها. صحيح هناك تباينات حول بعض الوسائل في تحقيق الأهداف، لكننا نتفق في القضايا التي لا يمكن المساومة عليها خاصة حماية المدنيين”.
وكان المتحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، عبد الرحمن الناير قال لسودان تربيون إن وصول كرجكولا للفاشر، لا يمت بصلة للتنسيق العسكري مع أي جهة.
واضاف “الحركة ليس لها تنسيق مع أي جهة، وأن تواجد كرجكولا رئيس أركان قوات الحركة في الفاشر ليس له علاقة بدعم أحد طرفي الحرب”. وزاد “الحركة لم ولن تنسق مع الجيش أو أي جهة أخرى وتسعى مع كل الفاعلين لإيقاف وإنهاء الحرب وليس إطالة أمدها بدعم أحد أطرافها”.
وأشار إلى نشاط الحركة في تخفيف معاناة المدنيين بإيصال المساعدات للضحايا في مخيمات النزوح والمدن.
وطبقا لمصادر محلية تحدثت لسودان تربيون فإن ولاية شمال دارفور تشهد تحشيدا غير مسبوق لقوات الحركات المسلحة في أكثر من موقع، بعد وصول عشرات السيارات المقاتلة للفصائل المسلحة لحماية المدنيين إثر أنباء عن نية قوات الدعم السريع إسقاط حامية الجيش بالفاشر والسيطرة على ولاية شمال دارفور.
وفي الأثناء أعلنت الفرقة السادسة مشاه التابعة للجيش السوداني بولاية شمال دارفور جاهزيتها لخوض ما أسمتها بمعركة “الكرامة” الختامية والحاسمة بمدينة الفاشر.
ونظمت الفرقة عرضا عسكريا جاب انحاء الفاشر بمشاركة عدد من وحداتها استعرضت خلاله قوتها العسكرية.
وقال تعميم أصدره الإعلام الحربي التابع لقيادة الجيش بولاية شمال دارفور وصلت نسخته “سودان تربيون” إن الهدف من طابور السير هو طمأنة المواطنين وتأكيد لجاهزية القوات لمواجهة الأخطار والمهددات التي تستهدف أمن واستقرار المواطن.
وأوضح بأن الفاشر ستظل عصية وستكون مقبرة لما أسماهم بالأعداء- في إشارة إلى قوات الدعم السريع وتابع “النصر بات قريب وان القوات المسلحة في الفاشر جاهزة للمعركة الحاسمة والختامية”.
وتشهد الفاشر وهي المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أعقاب تمدد الأخيرة في الإقليم المضطرب وسيطرتها على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور.
ودفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية ضخمة تتمركز شرق الفاشر فيما حشدت الحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني مقاتليها وعززت من وجودها العسكري داخل الفاشر انتظارا لمعركة محتملة في المدينة التي تأوي أعداد كبيرة من الفارين من الحرب في بقية ولايات دارفور.
وخلال الشهر الماضي تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على فرق الجيش الرئيسية في ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.