تكنولوجيا

“تيك توك” و”ويتشات”.. سر الرعب الأمريكي من التطبيقات الصينية

 

تمثل التطبيقات الصينية ومنصات التواصل الاجتماعي المملوكة لبكين رعبا كبيرا للإدراة الأمريكية عامة وللرئيس دونالد ترامب على وجه الخصوص، ما دفع خبراء المعلومات حول العالم لفتح الملف الذي طفا فجأة على السطح رغم الكارثة الأكبر وهي تفشي فيروس كورونا.

وبالإجماع قال مراقبون: “ليس للحظر الأمريكي لمنصتي “تيك توك”و”ويتشات” الصينيتين أهمية كبرى بالنسبة إلى أمن الولايات المتحدة، لكنه قد يزيد من الضغوط التجارية على بكين ويساعد الرئيس دونالد ترامب في الظهور كشخص صارم في سياق سعيه لإعادة انتخابه”.

وفي إعلانه الحظر الذي يدخل حيز التنفيذ خلال 45 يوما، قال ترامب الخميس إن هذين التطبيقين الصينيين “يهددان الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة”.

وأوضح أن جمع البيانات بواسطة التطبيقين “يهدد بالسماح للحزب الشيوعي الصيني بالوصول إلى المعلومات الشخصية عن المستخدمين الأمريكيين” وأنه يمكن استخدامهما للتجسس على المواطنين الصينيين داخل الولايات المتحدة وابتزازهم وتتبعهم.

وهنا يقول خبراء في الأمن الإلكتروني إن فوائد الحظر ضئيلة وليس حلا لأي تهديدات مباشرة، مضيفين أن حظر “ويتشات” خصوصا يضر في الواقع بعدد كبير من الأمريكيين-الصينيين والصينيين المقيمين في الولايات المتحدة والشركات التي تتعامل مع الصين، إذ يعتبر هذا التطبيق ضروريا للاتصالات بين كل هؤلاء الفرقاء.

امتصاص البيانات
يجمع التطبيقان كميات هائلة من البيانات عن مئات الملايين من المستخدمين، فتطبيق “ويتشات” الذي يعتبر أداة شاملة، يوفر خدمات تبادل الرسائل والمعاملات المالية والمحادثات الجماعية والتواصل الاجتماعي، وكلها تخزن على خوادم صينية يمكن الاستخبارات الصينية الوصول إليها وفقا لقانون الأمن لعام 2017.

أما “تيك توك” وهو تطبيق يسمح لمستخدميه بتصوير مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها، فيقوم في الوقت نفسه بالتنقيب في حسابات المستخدمين والهواتف للحصول على الكثير من المعلومات الشخصية.

وقال نيكولاس ويفر المحاضر في أمن أجهزة الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “تطبيق ويتشات سيئ” مضيفا “أنه يستخدم روابط مشفرة لخوادم المنصة في الصين، لكن الخوادم تسجل كل الرسائل، لذا يمكن للحكومة الصينية رؤية أي رسالة تريدها”.

وأوضح ويفر أن هناك بدائل قليلة إذا كان الشخص يرغب في التواصل على نطاق واسع مع أشخاص في الصين من داخل الدولة أو خارجها. وتابع “لذلك سيؤدي حظر هذا التطبيق إلى منع الأمريكيين من التواصل مع الأصدقاء والأقارب في الصين، وهي فكرة مروعة”.

أما بالنسبة إلى “تيك توك”، فقال إنه لا يختلف كثيرا عن وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية الشعبية إذ يقوم “بعملية لامتصاص كمية ضخمة من البيانات”.

وتنفي “تيك توك” أنها قدمت بيانات مستخدميها إلى الحكومة الصينية، وتقول إنها لن تفعل هذا الأمر إلا إذا طُلب منها ذلك، لكن ويفر يشك في هذا الادعاء.

وشرح “بالطبع يمكن للحكومة الصينية الوصول إلى هذه المعلومات، تماما كما يمكن للحكومة الأمريكية الوصول إلى أي معلومات جمعها فيسبوك”. وأشار ويفر إلى أن أيا من ذلك لا يشكل خطرا أمنيا معينا إذا كان الناس يتمتعون بالوعي.

وقال إن أفضل نهج “ليس بالحظر الشامل بل بوضح سياسة واتصالات أفضل: إبلاغ رجال الأعمال الأمريكيين بالأخطار وتكوين أنظمة حكومية لتجنبها”.

وأكد ويفر أنه “من الواضح أن هذا مصدر قلق سياسي وليس أمنيا. التهديدات الأمنية الحقيقية، هي فعلية، يتم التعامل معها على أفضل وجه ويتم التعامل معها بهدوء أكبر بكثير”.

قسوة على الصين
وفي حين قالت الاستخبارات الأمريكية، الجمعة، إن الصين تعارض إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، رأى محللون أن الحظر مدفوع على الأقل جزئيا برغبة الزعيم الأمريكي في إظهار أنه يتخذ موقفا متشددا تجاه بكين.

وقال آدم سيجال مدير برنامج السياسة الرقمية والفضاء الإلكتروني في مجلس العلاقات الخارجية، إنه يجب عدم استخدام “ويتشات” أو “تيك توك” على هواتف المسؤولين الحكوميين بسبب الأخطار الأمنية، وهي الحجة التي أثارها مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين في التصويت لصالح حظر “تيك توك” من هواتف موظفي الحكومة.

لكنه أضاف أن الحظر الشامل “لا يبدو لي أنه إجراء أساسي لزيادة الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة”.

يبدو أن هدف ترامب “مدفوع بالشعور بالمنافسة التكنولوجية مع الصينيين ورغبته في إظهار أنه صارم مع الصين في الفترة التي تسبق الانتخابات”، على حد قوله.

وأشار سيجال إلى أن إدارة ترامب لا تقول ما تتوقعه من بكين، مضيفا “لقد أوضحت أنها ستتنافس مع الصين وأنها في حاجة إلى احتوائها، لكن ليس من الواضح ما الذي يفترض أن تفعله الصين أو السلوكيات التي عليها أن تتبعها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى