أخبار السياسة العالمية

جوتيريش: التدخل الخارجي في ليبيا بلغ مستويات لم يسبق لها مثيل

نيويورك (صقر الجديان) –

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء من أن الصراع الدائر في ليبيا بلغ مرحلة جديدة ”مع وصول التدخل الخارجي لمستويات لم يسبق لها مثيل“.

وانزلقت ليبيا إلى الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. ومنذ 2014 وليبيا منقسمة، إذ تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على العاصمة طرابلس والشمال الغربي، بينما يحكم القائد العسكري خليفة حفتر الشرق.

ويحظى حفتر بمساندة الإمارات ومصر وروسيا، في حين تلقى الحكومة دعم تركيا.

وقال جوتيريش ”الصراع في ليبيا بلغ مرحلة جديدة مع وصول التدخل الخارجي لمستويات لم يسبق لها مثيل تشمل وصول المعدات المتطورة وأعداد المرتزقة المشاركين في القتال“.

وقال تقرير موصوف بأنه سري للغاية، أصدره مراقبو العقوبات المستقلون لشهر مايو أيار موجهين إياه للجنة العقوبات الليبية التابعة لمجلس الأمن، إن لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة ما يصل إلى 1200 شخص منتشرين في ليبيا، لمساندة قوات حفتر.

وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة كيلي كرافت ”مستمرون في معارضة جميع التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا. ليس هناك مكان لمرتزقة أجانب أو قوات تحارب بالوكالة في ليبيا“.

ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الاتهامات بالتدخل الروسي في ليبيا.

وقال للمجلس ”لكننا نعلم بوجود عسكريين من دول أخرى، بينهم من ينتمون لدول تتهمنا، على الأراضي الليبية شرقا وغربا“ داعيا جميع الدول صاحبة النفوذ على الأطراف الليبية للدفع من أجل هدنة.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش للمجلس إن هناك ”نحو 10 آلاف من المرتزقة السوريين يعملون في ليبيا، وهو تقريبا ضعف العدد الذي كان هناك قبل ستة أشهر“.

وتحشد الأطراف المتحاربة في الوقت الراهن قواتها على الخطوط الأمامية الجديدة بين مدينتي مصراتة وسرت. وقد حذرت مصر من أن أي جهد مدعوم من تركيا للسيطرة على سرت قد يدفع جيشها للتدخل المباشر.

وقال جوتيريش ”تساورنا الشكوك العميقة إزاء الاحتشاد العسكري المثير للانزعاج حول المدينة وذلك المستوى المرتفع من التدخل الأجنبي المباشر في الصراع في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وتعهدات قطعتها دول أعضاء (في مؤتمر بشأن ليبيا انعقد) في برلين“.

وقال جوتيريش إنه على مدى الفترة بين أبريل نيسان ويونيو حزيران، وثقت بعثة الأمم المتحدة ما لا يقل عن 102 حالة وفاة و254 إصابة في صفوف المدنيين، بزيادة نسبتها 172 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2020. وأضاف أن المرافق الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي تعرضوا لما لا يقل عن 21 هجوما.

كما دعا جوتيريش مجلس الأمن لاتخاذ إجراء بشأن عرقلة عدة مسؤولين كبار لإجراء مراجعة دولية لحسابات بنك ليبيا المركزي.

وقال إن الأمم المتحدة تعمل للتوسط في إنهاء الحصار الذي فرضته القوات المتمركزة في الشرق في يناير كانون الثاني وأسفر عن خسائر في الإيرادات تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار لليبيا، على أمل تخفيف حدة الضائقة الاقتصادية التي تتفاقم بتضافر عاملي الصراع ومرض كوفيد-19.

وزاد العدد المؤكد لحالات الإصابة بفيروس كورونا في ليبيا سبعة أمثال في يونيو حزيران إلى أكثر من 1000 حالة، لكن جوتيريش قال إن ”من المرجح أن يكون النطاق الحقيقي لانتشار الوباء في ليبيا أكبر من هذا بكثير“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى