ثقافة وفن

دبي “دانة الدنيا”.. أيقونة الفنون وملاذ المبدعين

 

كان الفن ولا يزال وسيلة للحوار بين المجتمعات ونافذة تضيء ما في مكنونات الإنسان من إبداعات.

الوعاء الذي يحمل ذاكرة الوطن والمكان والتاريخ ولطالما عبّر عن ثقافات الشعوب وقيمها ومبادئها وأوصل رسائلها للبشرية متجاوزا حدود اللغات.

وفي اليوم العالمي للفن الذي يصادف 15 أبريل/نيسان من كل عام، لا يمكننا إلا أن نطل على مدينة أصبحت أيقونة تحتضن شتى أنواع الفنون وملاذاً ملهماً للفنانين وعشاق الفنون من شتى بقاع الأرض.

اهتمام دانة الدنيا “دبي” بالفن ورعايتها للفنانين أمسى لا يخفى على أحد فهي فضاء مفتوح للإبداع والمبدعين.

وتضم دبي مجتمعاً إبداعياً غنياً يستمد ثراءه من نسيجها الحيوي الفريد الذي يجمع ثقافات من ما يزيد على 190 دولة حول العالم.

هذه المدينة الأيقونية ترعى الفنون وتأخذ بأيدي المواهب المبدعة وتسير وفق رؤية طموحة تسعى عبرها إلى النهوض بالإبداع ليكون مقوما مستداما من مقومات ازدهارها.

وفي سبيل ذلك تتخذ دبي العديد من الخطوات الريادية، من أبرزها الفيزا الثقافية طويلة الأمد الأولى من نوعها في العالم، والتي اعتمدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2019 لاستقطاب الفنانين والمبدعين من جميع أنحاء المعمورة ليكونوا شركاء في مسيرة التنمية في الإمارة.

وأحدث الخطوات في هذا الإطار تمثلت في “استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي” التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهدف تحويل دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي بحلول 2025.

ووفق هذه الرؤية، تلتزم هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة”، بوصفها الجهة الحكومية المؤتمنة على قطاع الثقافة والفنون والتراث في دبي، بتقديم الدعم للمواهب المبدعة في مجتمع الإمارات، بما يتناغم مع رؤيتها الرامية إلى الارتقاء بالمشهد الثقافي في إمارة دبي وتعزيز مكانتها مركزا ثقافيا عالميا و حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب يحقق غاية “استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي”.

وانطلاقاً من دورها كراعية للمواهب والفنانين في الإمارة، توفر “دبي للثقافة” منصة لمجتمع المبدعين من الإمارات والعالم للاحتفاء بنتاجاتهم الفنية، سواء أكانت فنونا تراثية أم حديثة ضمن البرامج والمشاريع التي تطورها والمبادرات والفعاليات التي تدعمها.

والأمثلة على ذلك كثيرة منها المهرجانات الفنية المميزة التي تنظمها مثل “موسم دبي الفني” الذي تنضوي تحت مظلته فعاليات عدة، مثل “مهرجان سكة للفنون”، و”آرت دبي” و”فنون العالم دبي”، وغيرها الكثير من المعارض والأنشطة الإبداعية التي تفتح الباب أمام المواهب الفنية الناشئة في الإمارات والعالم ليطلقوا العنان لأحلامهم ويعبروا عن شغفهم ورؤاهم الفنية المبتكرة، ويسهموا في إثراء المشهد الفني والجمالي في دبي، وفي الوقت نفسه، تنمية أعمالهم وازدهارها.

ومثال آخر في الإطار نفسه وهو احتفاء “دبي للثقافة” بفعاليات ومعارض عالمية، مثل معرض “عالم بانكسي” الذي تستضيف عبره حالياً بالشراكة مع مول الإمارات أعمال أحد أبرز فناني فن الجرافيتي على مستوى العالم، ما يشكل فرصة استثنائية لتسليط الضوء على القطاع الإبداعي والثقافي في إمارة دبي على نطاق عالمي، وتعزيز بصمة الإمارة الثقافية على الساحة العالمية كمركز لفنون العالم.

وتلتزم “دبي للثقافة” في الوقت نفسه بتطوير الآليات والاستراتيجيات والأطر التشريعية واللوائح والسياسات التي تضمن سهولة ممارسة الأعمال في المجالات الإبداعية، مستثمرة شراكاتها مع الهيئات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، والخبراء والاستشاريين وممثلي القطاع الإبداعي.

وفي هذا السياق، تعمل الهيئة على مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية لتكون مركزاً إبداعياً حيوياً متكاملاً لاحتضان المبدعين المحليين والإقليميين والعالميين، وتوفير منظومة متكاملة لدعم أعمالهم بدءا من مرحلة وضع التصور الأولي، مرورا بمرحلة التصميم والإنتاج، وانتهاء بالترويج لمنتجاتهم الإبداعية.

وللفنانين فضل في توسيع رقعة الجمال في هذا العالم، وللفن قيمة تكمن في رسالة الإبداع والسلام والتسامح التي يبثها، وفي دبي نجد للفنون الراقية نوافذ عديدة تتيح للفنانين التواصل وللثقافات التعايش.

إنها مدينة عالمية بكل مكوناتها عالمية بنسيجها، وروحها، ورؤيتها وفنونها وستواصل “دبي للثقافة” مد الجسور وخلق المنظومات الإبداعية التي تضمن ازدهار الفنون والفنانين على أرضها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى