أخبار السياسة المحلية

رفرفي رفرفي يا طيور السلام.. راح عهد الظلام

خاص : صقر الجديان

يمُثل إتفاق السلام، الذي أُبرم صباح اليوم، بعاصمة جنوب السودان ـ جوبا، بين الحكومة وحركات الكفاح المسلحة، يُمثل فرصة نادرة لإحلال السلام، وطي الحروب والإقتتال، وإسكات صوت البندقية مرة وللأبد في السودان.
ويتطلع الشعب لإحلال السلام الشامل والدائم في ربوع السودان، بإنهاء الحرب، والبدء في عملية إعادة الإعمار والتنمية وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد لبناء دولة تحقق آمال وتطلعات السودانيين.
ذلك السلام الذي يؤسس لمستقبل آمن ومستقر للشعب والوطن، ونبذ العنف والصراع، والإتجاه نحو العيش بحرية وكرامة وعزة ورخاء، حتى ينصرف الجميع بعد إستعادة الدولة نحو الإعمار والبناء والتنمية.
ووقّع ممثلون للحكومة السودانية و«الجبهة الثورية»، التي تضم “4” حركات مسلّحة، بالأحرف الأولى إتفاقاً لإنهاء 17 عاماً من الحرب الأهلية. في إحتفال إحتضنته مدينة جوبا، بحضور رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، بمشاركة واسعة لممثلين عدد من الدول، وأصدقاء وشركاء السودان، الذين كان لهم دور كبير في إنجاح التفاوض بين الطرفين.
وشمل الإتفاق بين الحكومة وحاملي السلاح تقاسم السلطة في أجهزة ومؤسسات الحكم الإنتقالي (مجلسي السيادة والوزراء)، بجانب مشاركتهم بنسبة 25 في المائة في المجلس التشريعي الذي لم يتشكل بعد.
وبدأت مفاوضات السلام، وهي أولوية للحكومة الجديدة بعد سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل 2019، في نوفمبر في جوبا. وينص الإتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وإنضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلاً لجميع مكونات الشعب السوداني.
ونجحت الوساطة الجنوبية بمشاركة مجموعة من أصدقاء السودان في تقريب وجهات النظر، وإحداث التوافق التام بين الطرفين الحوكمة والجبهة الثورية، وكان أبرزها الدور الكبير لدولة الإمارات والتي عقدت لقاءات مكثفة مع طرفي التفاوض، وترأس الوفد الإماراتي عالي المستوى، مسؤول ملف السودان خالد سيف الشامسي، والذي أكد دعم الإمارات لرعاية عملية السلام والمساعدة في تنفيذ إستحقاقات السلام في السودان. وظل الوفد الإمارات يتابع المفاوضات في منبر جوبا إلى أن توافق الطرفين إلى اتفاق السلام.
وإمتدح حينها المتحدث الرسمي لحركة العدل والمساواة معتصم أحمد صالح، جهود دولة الإمارات لدعمها منبر التفاوض في جوبا، ودعوتها كل دول الخليج والجوار الإقليمي والدولي إلى المساهمة بفاعلية في مقابلة إستحقاقات تنفيذ اتفاق السلام، والمتمثلة في تكاليف إعادة النازحين واللاجئين طوعاً إلى مواطنهم الأصلية بعد توفير الخدمات الأساسية، وإعادة إعمار البلاد، ودعم عمليات دمج وتسريح قوات حركات الكفاح المسلح، وإنشاء صندوق لدعم أسر الشهداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى