سلطات جنوب دارفور تكشف تفاصيل الصراع الدامي بين الرزيقات والفلاتة
الجنينة – صقر الجديان
كشفت حكومة ولاية جنوب دارفور غربي السودان الخميس، تفاصيل النزاع الدامي الذي شهدته عدد من محليات الولاية بين اثنيتي الفلاتة والرزيقات معلنة مقتل نحو 45 شخص من الطرفين ولكن قيادات أهلية بارزة شككت في أرقام الضحايا
وشهدت محليات دمسوا وتلس وبرام بولاية جنوب دارفور يومي الثلاثاء والأربعاء قتالا بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة بسبب مقتل ضابط برتبة الملازم يتبع لقوات الدعم السريع في طريق “سنقو الضعين” على يد مسلحين.
وقال بيان أصدرته لجنة أمن الولاية وصلت نسخته “شبكة صقر الجديان” إن الأحداث بدأت يوم 26 مارس الجاري عقب وقوع حادث نهب بمنطقه “ابليو” الواقعة في محلية الردوم بعد اعتداء مجموعة من المتفلتين يستغلون دراجات بخارية علي عربة كانت تقل إبراهيم جامع إدريس وهو ملازم يتبع لقوات الدعم السريع قادم من مناجم الذهب في الحدود مع دولة أفريقيا الوسطى فاردوه قتيلا ونهب سلاحه وأموال كانت بحوزته.
وأضاف”عقب الحادث تم تحريك قوة مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والدعم السريع لموقع الحادث وتتبعت آثار حركة الجناة إلى أن وصل منطقة التومات داخل مناطق تواجد قبيلة الفلاتة ولحق بالقوة بعض من ذوي القتيل وطلبوا التفاوض مع أهل المنطقة.
وبحسب البيان فإن ناظر الفلاتة محمد الفاتح أوفد وكيله للتفاوض واختلفت الأطراف حول موقع الالتقاء بينهم، وقاد مسؤول أمني جهودا للتوفيق بينهم ولكنه لم يفلح بذلك على إثرها عاد وفد ذوي القتيل إلى مناطقهم.
وفي الأثناء شكك عبد الرحمن محمد أحمد أعيان قبيلة الفلاتة في عدد الضحايا الذي أعلنت عنه لجنة أمن ولاية جنوب دارفور وقال لـ”سودان تربيون” أن عدد الضحايا يفوق 70 قتيلا وعشرات المفقودين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.
وأكد أن نحو 30 شخص من كبار السن والنساء والأطفال جرى نقلهم الخميس لمستشفى نيالا لتلقي العلاج من إصابات خطيرة لحقت ببعضهم.
وقال بيان لجنة الأمن “صباح 28 مارس توصلت القوة المشتركة إلى اتفاق مكتوب من وكيل ناظر الفلاته بموافقتهم حسب الأعراف على الالتزام بدفع دية القتيل وكل الخسائر الناجمة عن الحادث والسعي الحثيث للقبض على الجناة وتسليمهم للعدالة وتم الدفع بهذا الاتفاق لأهل الضحية من قبيلة الرزيقات بولاية شرق دارفور وتم الاتفاق على التقاء الطرفين بمدينة تلس صباح اليوم التالي”.
ولكن البيان اشار لتعذر عقد اللقاء بعد أن اتصال من وكيل ناظر الرزيقات بمدينة الضعين الفاضل سعيد لناظر الفلاتة محمد الفاتح أخبره بأنه لن يتمكن من الحضور لخلافات حول الاتفاق وعدم قبول بعضهم به.
واتهم مجموعات قبلية قادمة من ولاية شرق دارفور بالهجوم على مناطق”فرندية والجوغانة والمنقايات” التي تقطنها قبيلة الفلاتة ما أدى لمقتل العشرات وإصابة عدد كبير.
وأكد أن عدد القتلى من قبيلة الفلاتة في مواقع الاعتداء تجاوز 15 قتيل.
وكشف عن تجمع عدد من ابناء قبيلة الرزيقات قادمين من ولايه شرق دارفور الأربعاء، لسحب جثامين القتلى من طرفهم ولكن تجدد القتال بين الأطراف في مناطق “بريدية وهبيل ودونكي الحيدوب وسنام الناقة” موقعا 30 قتيل من المواطنين لا علاقة لهم بالصراع
وتشهد دارفور بين الحين والآخر قتالا قبليا بسبب النزاع حول الموارد والمراعي وخلف هذا الصراع الدامي آلاف القتلى حيث تتهم الحكومة بالتقاعس عن اتخاذ تدابير وقائية لمنع تجدد أعمال العنف بين المكونات الاجتماعية.