قتلى وجرحى في تصعيد عنيف بشرق السودان رفضاً لإقالة والي كسلا
بورتسودان – صقر الجديان
تصاعدت الأوضاع على نحو خطير في عدد من مدن شرق السودان احتجاجاً على إقالة والي كسلا صالح عمار الذي ابدى عدم رضاه حيال القرار ومع ذلك حث أهالي الشرق على ضبط النفس بعد اشتباكات مسلحة بين قبيلتي “الهدندوة” و”البني عامر” أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في بورتسودان.
وأصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الثلاثاء، قرارا أعفى بموجبه صالح عمار من منصبه، برغم أن الرجل لم يتمكن من مباشرة مهامه في الولاية منذ تعيينه في 23 يوليو الماضي، بسبب تعالي الأصوات المعارضة الرافضة لتنصيبه من منطلقات قبلية.
وأبلغ مصدر موثوق “صقر الجديان”، أن “الاشتباكات بين “الهدندوة” و”البني عامر”، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بلغت في مجملها 6 وتم نقل الجثث إلى مشرحة بورتسودان، والإصابات إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف، “حاول أبناء قبيلة الهدندوة إزالة المتاريس التي أقامها أبناء قبيلة البني عامر، في الشوارع ما أدى إلى وقوع الاشتباكات العنيفة، ووقوع القتلى والجرحى”.
وتطورت الأوضاع الأمنية بشكل بالغ التعقيد، حيث أغلق المحتجون من إثنية “البني عامر”، و”الحباب” المناصرون الوالي المقال، للميناء الشمالي والجنوبي، بمدينة بورتسودان، وميناء “عثمان دقنة” بمدينة سواكن.
وفرضت سلطات الأمن في ولاية البحر الأحمر، حظر التجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن.
وقال بيان صادر عن حكومة الولاية تلقته “شبكة صقر الجديان”، إنه نسبة للأوضاع الأمنية بالولاية “تقرر فرض حظر التجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن اعتبارا من اليوم الأربعاء ابتداء من الساعة الثانية عشر ظهرا إلى الساعة الرابعة صباحا إلى حين هدوء الأحوال الأمنية”.
وأبلغ مصدر موثوق “صقر الجديان”، أن المحتجين من قبيلة “البني عامر، شرعوا في إغلاق مدينتي بورتسودان وكسلا بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة.
وأكد أن المدينتين حاليا مغلقتين بالكامل، بجانب إغلاق ميناء “عثمان دقنة”.
وأكد أن المحتجين أغلقوا أيضا الطريق القاري الرابط بين مدينة بورتسودان وأوسيف، واعادوا البصات السفرية المتجهة إلى الخرطوم.
عمار ينتقد الاقالة
واعتبر الوالي المقال صالح عمار قرار رئيس مجلس الوزراء بإعفائه ” لطمة قوية لقيم ومبادئ ثورة ديسمبر العظيمة وعدم قراءة لتعقيدات الوضع في الشرق”.
وأضاف في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، جاء القرار قطعا للطريق الذي بدأناه بالحوار مع مجلسي السيادة والوزراء عبر مبادرة المصالح والسلم الاجتماعي والتي وجدت تجاوبا من رئيس الوزراء وكان يمكن أن تشكل خارطة طريق آمن تبدأ بمصالحة أهلية وتنتهي بعقد مؤتمر جامع لشرق السودان”.
وأفاد أنه ابدى في سياق هذه الخارطة رغبته في الاستقالة على أن يكون الثمن السلام والمصالحة تأكيدا لعدم تمسكي بمنصب قد يفتح الباب للصراعات.
وأردف ” إلا أنني اشترطت تقديم اعتذار من المجموعة الأخرى التي تورطت في قيادة الخطاب العنصري وأعمال الفوضى وذلك بدعم ومساندة قوية من فلول المؤتمر الوطني”.
ورأى عمار أن قرار الإقالة اتخذ “رضوخا لابتزاز مارسته مجموعة من بقايا المؤتمر الوطني وسدنة النظام النظام المباد تحت ستار زعيم قبيلة قال إنها محل احترام.
وشدد على أن الاستجابة لأجندة تلك المجموعة تهدف إلى وقف التحول الديمقراطي بتعيين الولاة المدنيين في الولاية وفخا لجر إنسان الولاية في أتون المواجهات القبلية والمجتمعية.
ودعا صالح إلى” ضبط النفس وعدم التعدي على الأفراد أو مؤسسات الدولة، وأكد حق الجميع في التعبير السلمي” كما حذر الشرطة والأجهزة الأمنية من أي استخدام للعنف ضد المتظاهرين سلميا.