قطر تعرقل أدوار المانحين في الصومال وتأثير كبير على الحقوق الاقتصادية
مقديشو – صقر الجديان
أعلن محمد مرسي الشيخ، وزير الدفاع الصومالي في إبريل 2018 عن وقف برنامج تدريب عسكري إماراتي معللا أن الحكومة سوف تتولى دفع رواتب المجندين وليست بحاجة إلى دعم إماراتي، برغم أن الصومال يعاني من أزمة اقتصادية صعبة، لكن ذلك التحول المفاجئ بدأ يأخذ منحنى التوتر منذ قرار الدول الأربع (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) بمقاطعة قطر بسبب تمويلها للإرهاب، لكن في الوقت الذي تمد فيه الإمارات يدها بالدعم، للشعب الصومالي، كان للرئيس محمد عبدالله فرماجو وللحكومة الصومالية، رأي آخر وأجندة أخرى تعارض مصالح الشعب الذي عانی من ويلات الحرب، أقدمت الحكومة الصومالية على تعطيل اتفاق موقع بين موانئ دبي العالمية مع حكومة أرض الصومال لتطوير مشروع منطقة اقتصادية حرة تتكامل مع مشروع تطوير ميناء بربرة، بحيث يصبح الميناء إقليميا محوريا ومعبر رئيسي لمختلف البضائع المستوردة من الأسواق الإقليمية والعالمية ويجذب المستثمرين ويسهم في تنويع الاقتصاد وخلق المئات من فرص العمل.
تدخلت حكومة فرماجو، مدفوعة بدعم قطري، وحاولت تعطيل الاتفاق وعدم الاعتراف به، ولم يتوقف تصعيد الحكومة في مقديشو عند هذا الحد بل اخترقت القوانين والمواثيق الدولية، باحتجاز السلطات الأمنية الصومالية للطائرة المدنية الخاصة المسجلة في دولة الإمارات في مطار مقديشو الدولي، وعلى متنها عناصر قوات الواجب الإماراتية، ومصادرة المبالغ المالية المخصصة لدعم الجيش الصومالي ودفع رواتب المتدربين الصوماليين، وعدد من الأسر الفقيرة، وأطباء مستشفى زايد بمقديشو، مما أدى بدوره إلى تقليص الدعم الإماراتي للصومال.
كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية في عام 2019 يتضح خلاله أن السفير القطري في الصومال يتحدث عن هجوم انتحاري مع رجل الأعمال المقرب من الأسرة الحاكمة خليفة قايد المهندي، حول التدبير الهجوم إرهابي كمناورة لضرب المصالح التجارية في الصومال، وأثبت ذلك التسجيل المؤرخ في 18 مايو 2019، الذي جاء بعد نحو 8 أيام من هجوم إرهابي وقع في “بوصاصو” بإقليم “بونتلاند”، أن الهجوم الإرهابي الذي دعمته الدوحة بانفجارات في ذلك الإقليم لتعزيز مصالح قطر بطرد منافستها الإمارات العربية المتحدة، من إدارة ميناء المدينة، لعدم تجديد العقد المبرم ودخول قطر في إدارة الميناء بسبب الامارات، معترقا صراحة بأن بلاده وراء الهجوم .
كذلك، قررت دولة الإمارات في 2018 إغلاق مستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الصومالية مقديشو، دون أن يصدر تصريح رسمي حول هذا الأمر من الدولة، وذلك بعد أن صادرت السلطات الصومالية مبالغ مالية على متن طائرة إماراتية بمطار آدم عدي في مقديشو، كما أن جزءا من هذه الأموال كان مخصصا لأدوية ورواتب موظفي المستشفى، واحتجاز السلطات الصومالية للطائرة الإماراتية تسبب في أزمة دبلوماسية بين الإمارات والصومال، إلى أن هذه الإجراءات اتخذتها حكومة الصومال بتحريض من قطر.