من “تيكاد” إلى “غرفة نوم غوتيريش” .. البوليساريو تواصل تسويق إنجازات وهمية
الرباط – صقر الجديان
يبدو أن الانتصارات التي تراكمها المملكة على مستوى ملف قضية الصحراء المغربية لم تدع من خيار أمام النظام الجزائري ووكيله جبهة البوليساريو الانفصالية سوى الاستنجاد بأي طريقة تمكنهما من تغطية تقهقر المشروع الانفصالي وتسويق “إنجازات وهمية” في أوساط الرأي العام المحلي والعالمي، بغض النظر عن توافقها والتقاليد والبروتوكولات الدبلوماسية المتواضع عليها دوليا.
فبعد بعد نحو أسبوعين من تسلل أحد انفصاليي الجبهة إلى اجتماع تحضيري بطوكيو للنسخة المقبلة من قمة “تيكاد” الإفريقية اليابانية بجواز سفر جزائري قبل أن يشهر يافطة تحمل اسم الجمهورية الوهمية، تسلل رأس التنظيم الانفصالي، إبراهيم غالي، بدوره إلى غرفة نوم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بفندق في تيمور الشرقية، على هامش مشاركتهما في الذكرى 25 لتنظيم استفتاء تقرير المصير بهذه الأخيرة، للتباحث مع المسؤول الأممي بشأن “آخر تطورات القضية الصحراوية”، حسبما أعلنت ما تسمى وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة.
وحادثة التسلل الجديدة التي خلّفت سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى واقعة “تهريب” انفصالي إلى داخل اجتماع “تيكاد”، تكشفان، وفق محللين سياسيين، تحوّل الجارة الشرقية الجزائرية إلى ممارسة “الدبلوماسية الهاوية أمام افتقار نخبها إلى عقيدة دبلوماسية واضحة، خصوصا بعد فشل سياسة تقفي آثر الدبلوماسية المغربية في فرملة نجاحات هذه الأخيرة على مستوى قضية الصحراء المغربية”.
في هذا الإطار، قال لحسن أقرطيط، محلل سياسي، إن “توالي الحوادث سالفة الذكر يكشف أن وضعية الإحباط النفسي التي يعيشها كل من الكفيل النظام الجزائري والوكيل جبهة البوليساريو، جراء مواصلة المغرب حصد ثمار حنكته السياسية والدبلوماسية في المواقف الدولية المنتصرة لسيادته على أقاليمه الجنوبية، وآخرها الموقف الفرنسي، جعلهما يستنجدان بأي وسيلة تمكنهما من تسويق إنجازات وهمية بصرف النظر عن توافق هذه الوسيلة مع المنطق والأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية”.
وشدد أقرطيط، في تصريح لهسبريس، على أن “هذه الحوادث تبين عن دبلوماسية هاوية وغير احترافية تمارسها الجزائر، بسبب افتقار نخبها إلى عقيدة دبلوماسية واضحة وعدم استرشادهم بمختلف البراديغمات والأسس التي توجه العمل الدبلوماسي والسياسي في كل دولة”، مؤكدا أن “صانع القرار الجزائري من خلال واقعة تيكاد وتسلل غالي إلى غرفة غوتيريش، إنما حصد نتائج كارثية تُعاكس ما كان يرجوه من هذه الخطوات، بحيث تكشفت حقيقة دبلوماسيته التي لا ترقى إلى مستوى دبلوماسية الدول التي تحترم نفسها”.
وأوضح المحلل السياسي ذاته أن “صانع السياسة الخارجية في الجارة الشرقية بعدما تبيّن له فشل الرهان على تقفي أثر الدبلوماسية المغربية، من خلال التودد إلى مختلف الدول التي تدخل في تقارب دبلوماسي وسياسي مع المملكة، مخافة تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية لصالح المغرب، لم يعد يجد من بديل سوى اللجوء إلى هذه الممارسات غير المراعية للتقاليد والبروتوكولات الدبلوماسية، سعيا إلى خلق صورة لدى الرأي العام المحلي والعالمي بكون وكيلته جبهة الانفصال ما تزال تحظى باحترام واضح من لدن مختلف الدول والمنظمة الأممية”.
وشدد المصرّح لهسبريس على أن “هذه الحوادث تضاف إلى سجل حافل من سقطات الدبلوماسية الجزائرية بسبب إصرار قصر المرادية على مطاردة السراب في ملف الصحراء المغربية عوض الالتفاف نحو تسوية ما تعانيه الجارة الشرقية من مشاكل على المستوى السياسي، من تقهقر صورتها في المنتظم الدولي وتدهور علاقتها بمحيطها الإقليمي، وفك ارتباط اقتصادها بريع النفط والغاز”.
وفي المقابل، أكد أقرطيط أن “المغرب يواصل حشد المواقف الداعمة لسيادته على صحرائه، من خلال مداخل متعددة، أهمها الحضور في المحافل الدولية بأوراق عمل تعكس وجود نخبة دبلوماسية متمرسة وذات رؤية واضحة للعمل متعدد الأطراف على المستوى الإقليمي والدولي، وتقويّة العلاقات السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي، ثم الحرص على تنويع الشراكات الاقتصادية وتقوّيتها”.