من سارس إلى كورونا.. كيف تتجاوب السياحة مع الأزمات العالمية؟
من سارس مرورا بأزمة عالمية ووصولا إلى كورونا الجديد.. ماذا فعلت الأوبئة والأزمات المالية بقطاع السياحة العالمي؟
عادة ما تكون السياحة أكثر القطاعات تأثرا بالأزمات، لكونها نشاط ترفيهي يعتمد على انتعاش الاقتصاد وإزالة الحواجز بين الدول.
وعند النظر إلى العصر الحديث، وتحديدا بداية من الألفية الثالثة، نجد أن قطاع السياحة واجه بعض الأزمات أبرزها وباء سارس في 2003 والأزمة المالية العالمية في 2008، وأخيرا وباء كورونا.
وبلغة الأرقام يعد كل من سارس والأزمة المالية بمثابة مطبات محدودة التأثير، بالمقارنة بتداعيات أزمة كورونا على نشاط السياحة العالمي.
وباء سارس
بحسب بيانات مؤسسة الإحصاءات العالمية “Statista”، أدت المتلازمة النفسية الحادة الوخيمة – سارس إلى خسارة سوق السياحة نحو 2.5 مليون سائح فقط، ليتراجع أعداد السياح إلى 701.7 مليون سائح خلال 2003.
وفي العام الثاني مباشرة استعادت السياحة عافيتها، وسجل النشاط السياحي 775.4 مليون سائح حول العالم في 2004.
الأزمة المالية العالمية
وبعد أربع سنوات، اندلعت الأزمة المالية في نهاية الربع الثالث من 2008 والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وأوقفت خلال عام 2009 النمو المتواصل للنشاط السياحي.
بل أدت الأزمة إلى تراجع أعداد السياح بمقدار 37 مليون سائح، لتبلغ 950.4 مليون سائح.
جائحة كورونا
ومنذ العام 2009 واصلت السياحة النمو المتزايد في أعداد السياح حتى وصلت إلى ما يقارب 1.5 مليار سائح في 2019.
وفي ظل قيود السفر وإغلاق الحدود خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، قدرت منظمة السياحة العالمية الانخفاض عدد الوافدين الدوليين خلال 2020 بنسبة 70 إلى 75% مقارنة بعام 2019.
يعني ذلك أن السوق فقدت قرابة مليار سائح، وهو ما يعيد الصناعة إلى مستويات عام 1990، حين كانت تفوق 400 ألف سائح دولي بمعدلات طفيفة.
وبحسب منظمة السياحة، بلغ حجم الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي بالنصف الأول من 2020 بنحو 460 مليار دولار، وتتوقع أن تتراوح بين 910 مليارات إلى 1.2 تريليون دولار.
هذه الخسائر تعد أكبر بخمسة أضعاف من نظيرتها خلال الأزمة المالية في 2009.
وقد تسفر هذه خسائر قطاع السياحة جراء الجائحة عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي في حدود 1.5٪ إلى 2.8٪ خلال 2020.
120 مليون وظيفة في خطر
يستوعب قطاع السياحة واحدا من كل 10 عاملين بمختلف الأنشطة حول العالم، وتضع الجائحة 100 إلى 120 مليون وظيفة في مرمى الخطر، وفقا لمنظمة السياحة العالمية.
ويقول زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام للمنظمة، إن القطاع يعتمد عليه الملايين في العالم لكسب رزقهم.
تعافي بطئ
وتقول “Statista” إن معظم الخبراء يستبعدون تحقيق صناعة السياحة تعافيا كاملا في 2021، في ظل مكافحة العالم الموجة الثانية من الوباء.
ووفقا لتقديرات منظمة السياحة العالمية، ستستغرق الصناعة ما بين 2.5 و 4 سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الوباء من الوافدين الدوليين.
كما تتوقع منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” أن يكون انتعاش السياحة هذا العام بطيئا، ويتوقف على حزمة عوامل.
وتتمثل هذه العوامل في توافر لقاح، ودرجة قيود السفر، واستعداد الشركات للتعامل مع متغيرات النظام البيئي للسياحة، وتأثير الجائحة على ثقة المسافرين وسلوك السفر.