الاتحادي الأصل: حل أزمة السودان في الانتخابات
الخرطوم – صقر الجديان
دعا قيادي بارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي ــ الأصل، القوى السياسية إلى التحاور لطي الصراع بين العسكر والمدنيين وتشكيل حكومة تسيير أعمال تصل بالبلاد إلى الانتخابات التي عبرها تُحل أزمة السودان بصورة جذرية.
وتحدث مستشار رئيس الحزب حاتم السر، السبت، في ملتقي تشاوري لأعضاء التنظيم في العاصمة البريطانية لندن.
وقال حاتم السر إن حزبه يدعو الجميع لـ “الجلوس في طاولة حوار لإنهاء حالة الانقسام وطي ملف صراع الصلاحيات بين العسكر والمدنيين والاتفاق على حكومة تسيير أعمال تصل بالبلاد إلى الانتخابات التي تُعيد الجيش لثكناته”.
وأشار إلى أن الاتحادي يُعتبر الانتخابات الوسيلة الوحيدة لاكتساب الشرعية والطريق الآمن لمدنية الدولة، كما أن الحل الجذري للأزمة السودانية لا يتم إلا عبرها.
وتصعبت قضية تشكيل حكومة انتقال في ظل هيمنة العسكر على السُّلطة لقرابة العام وانعدام الثقة بين أطراف الأزمة السياسية، وسط رفض قاطع للشروع في انتخابات في المستقبل القريب لحاجة العملية إلى مطلوبات لن يوفر الحكم العسكري.
وانتقد السر تعامل القوى السياسية بلا مبالاة مع الأوضاع المتردية في البلاد التي تمر بأزمة سياسية واقتصادية وأمنية، مشيرًا إلى “بعض القوى عجز إدراكها عن فهم ما يدور حولها والبعض الآخر عجز تصورهم عن استنباط الحلول للأزمات للراهنة”.
وأضاف: “طريق الحلول بدأ في الانسداد أمام الكافة، حيث أن انزلاق السودان إلى المجهول والدخول في النفق المظلم قاب قوسين أو أدنى، وهو يقف الآن على حافة الهاوية ونخشى أن يتفتت ويختفي”.
وأفاد السر بأن توقيع الحزب عبر المبادرة السودانية على الترتيبات الدستورية على إعلان سياسي مع جماعة التوافق الوطني، ليس “دعمًا لطرف ولا مجاراة لجهة ولا مكايدة بأحد ولا مجاملة لكيان”.
وتحدث الإعلان السياسي الذي وقع السبت عن تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة، وهذا أمر يُطالب به قادة الجيش الحاكمين مقابل تخليهم عن الحكم شريطة أن يشمل صلاحيات مهام سيادية في العلاقات الخارجية وبنك السودان المركزي.
ولم يُحدد الإعلان مهام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه نص على تشكيل حكومة كفاءات تُنفذ من جملة قضايا أخرى اتفاق السلام الموقع في 3 أكتوبر 2020، لفترة انتقال مدتها عامان.
وقال السر إن الاتحادي الأصل لا يسعى لتقاسم السُّلطة في فترة الانتقال، بل يُرتب أوضاعه ويهيئ مؤسساته وينشط قواعده استعدادا لخوض الانتخابات.
وتحدث القيادي عن تفهم حزبه لدوافع الاهتمام الإقليمي والدولي المتعاظم بالسودان، لكنه يُطالب بإغلاق أبواب البلاد أمام أي تدخلات أجنبية تُمس السيادة الوطنية وتؤثر على إرادة أو تعبث بمقدرات السودانيين.
وأضاف: “السودان بلد عريق لا يقبل وصاية من أحد ولا يسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونه الداخلية”.
وشدد السر على ضرورة حصر دور الآلية الثلاثية التي تضم بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد في تسهيل الحوار بين السودانيين، محذرًا من أن انحيازها لأي طرف سيزيد من حالة الانقسام والصراعات.
وتيسر الآلية، منذ أشهر طويلة، عملية سياسية بغرض استعادة الانتقال المدني لكن مساعيها تعثرت في ظل تعدد وانعدام الثقة بين أطراف الأزمة السياسية التي نشبت في البلاد بعد الانقلاب العسكري في 21 أكتوبر 2021.
إقرأ المزيد