ماجد الرئيسي يكتب: استغاثة من الصين
البعض ممن لا يعرف الإمارات ومصداقية الإمارات سارع بإطلاق «أحكامه» بأنها تخلت عن اليمن واليمنيين، بعد استقبالها المهيب منتصف الشهر الجاري لأبطال قواتها المسلحة من قوة الواجب التي شاركت في اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
امتد تشكيك ذلك البعض إلى احتمال عدم استمرار المشاريع الخيرية والتنموية التي تنفذها الإمارات في اليمن، في دأب متواصل من الشكوك يروجون لها بحجج واهية تدّعي وجود أطماع للإمارات هناك !
أبلغ رد حول الالتزام الإماراتي تجاه الأشقاء في اليمن جاءهم من خلال أحدث مبادرة إماراتية تخطت سور كورونا في الصين من أجل إجلاء 200 طالب يمني من مدينة ووهان بؤرة الفيروس، تلبية لاستغاثة وردت من الطلاب اليمنيين الدارسين هناك؟.
الخارجية اليمنية شكرت الإمارات على إجلاء الطلبة اليمنيين، في اعتزاز متجدد لأعمال إنسانية مستمرة للدولة نحو الأشقاء في اليمن وما تمثله المبادرة من ثبات المصداقية واستمرار الوقفة الإماراتية للشعب اليمني. فحياة 200 طالب يمني كانت على المحك رغم مناشداتهم التي استمرت لأسابيع دون أن تجد الاستجابة المطلوبة، ولا تُلام الدول والمنظمات في التخوف من أخذ خطوات الإجلاء من مدينة تحمل وباءً أودى بحياة الكثيرين في مناطق مختلفة حول العالم، لكن الخطوة الإماراتية الجريئة تُحسب وتُسجل في الرصيد الإنساني أولاً وتعزّز من سجل مواقفها تجاه القضية اليمنية بالرغم مما تعرضت له من حملات ممنهجة ومنظمة من جهات خارجية وأبواق تنظيمات «الإخوان» الإرهابية بأفرعها واختلاف مسمياتها.
التاريخ يدون الحقائق لا الشائعات وصناعة الأخبار الكاذبة، وسيدون التاريخ أن الإمارات قدمت للشعب اليمني الأرواح قبل الغذاء والدواء، سيذكر التاريخ أن الإمارات حرّرت وأمّنت، وسيذكر وصولها إلى الصين لإنقاذ الطلبة اليمنيين. عملية إجلاء مئتي طالب من منطقة موبؤة تختلف في تحدياتها عن تحرير أسير أو رهينة، وسيذكر التاريخ ذلك ويستمر القلم بتدوين هذه المواقف الناصعة.
الإمارات ليست دولة تصريحات وإنما دولة أفعال، والأبواق والمنصات التي يزداد فيها التصريحات تُعرَف بقلة الأفعال، وفي سباق الأفعال ستجد الإمارات ورموزها في صدارة العطاء وكلما نودي باسم الإنسانية ترى الإمارات قد لبّت. وفي سجل التاريخ سيذكر تأكيدات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى استقبال أبطال قوة الواجب في اليمن لموقف الإمارات الثابت باستمرار كداعمة للأشقاء اليمنيين.
مواقف لا يستوعبها، أصحاب النفوس البغيضة والعقول المؤدلجة التي لا تعرف معنى المصداقية وأهميتها.
عملية الإجلاء الإماراتية للطلاب اليمنيين صورة من مبادرات إنسانية للإمارات بغض النظر عن مستحقيها فهي نابعة عن عقيدة ومبادئ إماراتية ثابتة لا تتغير، فإذا كان اليمنيون الذين أجلتهم الإمارات قد طلبوا العلم في الصين، فإن الإمارات قد عبرت سور الفيروس لإنقاذهم.