مفوضية حقوق الانسان تدين انتهاكات «الدعم السريع » في غرب دارفور
الخرطوم – صقر الجديان
دانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان الخميس، الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ومليشيات القبائل العربية المتحالفة معها في ولاية غرب دارفور ،وكشفت عن مقابر جماعية دفنت فيها جثامين العشرات من قبيلة المساليت.
وبدأت منذ 23 أبريل المنصرم، أعمال عنف ذات طابع عرقي في ولاية غرب دارفور، على خلفية معارك بين الجيش والدعم السريع؛ قبل أن تخضع الجنينة عاصمة الولاية لسيطرة المليشيات المسلحة.
وقال بيان أصدره مكتب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك تلقاه “شبكة صقر الجديان ” إنه “تم دفن جثث ما لا يقل عن 87 من اثنية المساليت وقبائل أخرى يُزعم انهم قتلوا بواسطة قوات الدّعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في مقبرة جماعية خارج الجنينة تنفيذاً لأوامر الدعم السريع وفقاً لمعلومات موثقة تحصل عليها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”.
وتابع “بحسب مصادر، فإنه تم دفن ما لا يقل عن 37 جثة في 20 يونيو الماضي في مقبرة بعمق متر واحد تقريباً بمنطقة مكشوفة تسمى التراب الأحمر، في منطقة الرانقا على بعد 2 – 4 كلم شمال غرب المقر الرئيسي لشرطة الاحتياطي المركزي غرب الجنينة. كما تم دفن 50 جثة أخرى بنفس الموقع في 21 يونيو ضمن الذين تم دفنهم كانت جثث سبعة نساء وسبعة أطفال”.
واوضح أن السكان المحليين اجبروا على التخلص من الجثث في مقبرة جماعية مما حرم الموتى من أن يُدفنوا في إحدى مقابر المدينة بكرامة.
وأشار البيان الى أن الذين تم دفنهم كانوا قُتلوا بواسطة عناصر الدعم السريع والمليشيات الموالية لها بين 13-21 يونيو في أحياء المدارس والجمارك في الجنينة من بينهم العديد من ضحايا العنف الذي أعقب مقتل خميس أبكر والي غرب دارفور في 14 من نفس الشهر بعد وقت قصير من اعتقاله بواسطة الدعم السريع، ونوه أنه من ضمن من دفنوا في المقبرة الجماعية، أفراد ماتوا جراء إصابات لم تتم معالجتها.
وأدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشدة قتل المدنيين والأشخاص العاجزين عن القتال، وابدى شعوره بالذعر حيال “الطريقة القاسية وغير المحترمة ” التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم.
وأضاف” يجب أن يكون هناك تحقيقاً سريعاً وشاملاً ومستقلاً في عمليات القتل ويجب محاسبة المسؤولين عنها”.
ودعا المفوض قوات الدعم السريع وأطراف النزاع الأخرى للسماح وتيسير عمليات البحث الفوري عن القتلى وجمعهم وإجلائهم دون تمييز، بما في ذلك على أساس الخلفية الإثنية – كما يتوجب عليهم القيام بذلك بموجب القانون الدولي.
واضاف “على قيادة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها وكذلك جميع أطراف النزاع المسلح ضمان التعامل مع الموتى بشكل صحيح وحماية كرامتهم”.
كما طالبها بالسماح لعمال الإغاثة، بتسجيل جميع المعلومات المتاحة المتعلقة بالقتلى، بما في ذلك التقاط الصور للجثث، وتحديد مواقع القبور، لمعرفة هوية المدفونين وتسهيل إعادة رفاتهم إلى ذويهم حال طلبهم.
وحث المفوض السامي قيادة الدعم السريع على التوقف الفوري عن قتل الناس وإنهاء العنف وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم الإثني.
وقال شهود وفقاً لبيان المفوض السامي لحقوق الإنسان إن جهود الوساطة المحلية للوصول إلى القتلى ودفنهم استغرقت وقتاً طويلاً بشكل عام مما ترك العديد من الجثث ملقاة في الشوارع لأيام متتالية.
وقالت إحدى الأسر أنها اضطرت إلى الانتظار 13 يوماً حتى يُسمح لها بإجلاء جثة أحد أفرادها، وهو شخصية مرموقة من قبيلة المساليت تم قتله حوالي 9 يونيو بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها.
وقال شهود لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه في الحالات التي سمحت فيها قوات الدعم السريع بأخذ الجثث -بعد وساطة مع قادة المجتمعات العربية وغيرهم- فإنها قد رفضت السماح بنقل الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج