فولكر : البرهان تفاجأ بهجوم الدعم السريع على مسكنه
الخرطوم – صقر الجديان
قال رئيس البعثة الأممية لدعم الإنتقال في السودان فولكر بيرتس، إن القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، تفاجأ بهجوم قوات الدعم السريع على منزله فجر الخامس عشر من أبريل، ونفى في ذات الوقت معرفته بمن أطلق الرصاصة الأولى واشعل القتال.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يشهد السودان قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تركز بصورة أساسية في الخرطوم وتمدد ليشمل ولايات في دارفور وكردفان، وتسبب في قتل وتشريد ملايين السودانيين.
وقال فولكر بيرتس في مقابلة أجرتها معه مجلة “دير شبيغل” الألمانية “من الواضح أن قائد الجيش البرهان قد أخذ بالمفاجأة في مقر إقامته، وقتل العديد من حرسه الشخصي في هجوم على الموقع”.
وأوضح بيرتس بأنه لا يعرف من أطلق الطلقة الأولى، ولكنه أشار إلى وجود بعض الدلائل تشير إلى تورط محرضين على الحرب – لم يسمهم- وأكد بأن قوات الدعم السريع كانت أكثر استعدادا وسيطرت على معظم العاصمة الخرطوم في الأيام الأولى للقتال.
وقال المسؤول الأممي إن السبب الذي قاد لتدهور الوضع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، هو الخلاف حول التوافق على شكل هيكل القيادة المشتركة وكيفية دمج القوات المسلحة والدعم السريع في جسم واحد في المدى المتوسط.
كما أوضح أن هذا الدمج كان سيقلص من قوة حميدتي، وقد أدى ذلك بكل تأكيد لوصول الصراع إلى ذروته.
وتابع”في حزب ديمقراطي من الممكن تخيُّل قيادة ثنائية ولكن هذا الأمر صعب في الجيش. فقوات الدعم السريع مبنية ومهيكلة مثل جيشٍ خاص، أو مليشيا تقودها عائلة دقلو من دارفور، والأمر في النهاية كان يتعلق بالسلطة، فبالنسبة لحميدتي كان احتمال فقدان السيطرة على قواته في مرحلة ما من العملية يمثل تهديداً.. بينما كان واضحاً لقيادة الجيش أن استقلالية قوات الدعم السريع ستقوّض مبدأ الجيش القومي الموحد”.
وكانت قوى مدنية مؤيدة للديمقراطية وقعت في خواتيم العام الماضي، على إطار إتفاق مع قائدي الجيش والدعم السريع نص على خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي بصورة نهائية وتشكيل مؤسسات حكم مدني في فترة انتقالية مدتها عامين كما نص الأتفاق على دمج كل الجيوش بما في ذلك الدعم السريع في القوات المسلحة، ولكن تعذر التوقيع على الإتفاق النهائي عقب اندلاع خلافات عميقة بين البرهان وحميدتي انتهت بحرب 15 أبريل.
وفي سؤال للمسؤول الأممي ما إذا كان لا يزال على تواصل بالجنرالين المتحاربين، فقال “في بعض الأحيان يرفض أحدهم تلقي مكالمتنا وفي أحيان أخرى يتصل أحدهم من تلقاء نفسه لدحض شائعات موته على سبيل المثال” في إشارة ربما إلى حميدتي التي لاحقته خلال الأشهر الماضية العديد من الإشاعات حول موته، ولكنه دحضها بظهور علني خواتيم الشهر المنصرم.
ورأى أنه بعد مرور أشهر على الصراع ما زال الطرفان المتحاربان مقتنعين بإمكانية الفوز عسكرياً، لكنه شدد على أنه لا يزال في إمكان القائدين العسكريين إيقاف الحرب.
وحث على ضرورة العمل على منع تحول القتال بين المجموعتين العسكريتين لحرب أهلية تقوم على أساس الإثنية والإيديولوجيا.
وختم قائلا “يجب على الفاعلين الدوليين والإقليميين العمل معاً لحث الأطراف المتحاربة لإنهاء القتال والامتناع عن تقوية مؤيديهم عسكرياً”