الخارجية السودانية ترفض اتهامات واشنطن للجيش بالتورط في جرائم حرب
الخرطوم – صقر الجديان
رفضت الحكومة السودانية الخميس، اتهامات الإدارة الأميركية للجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب وقالت إن واشنطن تجاوزت الإشارة لحزمة من الانتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع.
والأربعاء قال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إن طرفي النزاع في السودان – الجيش وقوات الدعم السريع – ارتكبا جرائم حرب، بينما تورطت الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي والمح الى إمكانية اتخاذ قرارات مستقبلية حال توافر معلومات إضافية حول تصرفات الأطراف.
وابدت وزارة الخارجية السودانية في بيان” استغرابها ورفضها للاتهام الذي ورد في بيان الخارجية الأميركية بارتكاب القوات المسلحة جرائم حرب وإنها اتهامات لا أساس لها من الصحة”.
وفي ذات الوقت رحب البيان بما توصلت إليه الولايات المتحدة من أن “المليشيا المتمردة” ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي، وجرائم عنف جنسي ومهاجمة واختطاف النساء والفتيات، واستهداف النازحين والفارين من القتال، بما يشابه الإبادة الجماعية – طبقا للبيان.
ورفضت الخارجية السودانية ما قالت إنها مزاعم معممة ساوت بين القوات المسلحة والمليشيا المتمردة بالمسؤولية عن إطلاق العنان للعنف المروع والموت والدمار، واحتجاز المدنيين، وقتل بعضهم في مواقع الاحتجاز، ورأت أن تلك الممارسات مسؤولة عنها قوات الدعم السريع وان الاتهامات الموجهة للجيش لا تستند على أدلة.
وأضافت “بيان الخارجية الأميركية تجاهل تماما الإشارة إلى واجب وحق القوات المسلحة، الجيش الوطني الشرعي، في الدفاع عن البلاد والشعب وحماية مقار قياداتها، في وجه عدوان بربري من مليشيا، قوامها مرتزقة، يستهدف كل مقومات الحياة والسيادة والمدنية في البلاد”.
وأكدت كذلك أن بيان الخارجية الأميركية لم يتضمن أي ذكر لجرائم خطيرة أخرى للمليشيا، مثل احتلالها لمئات الآلاف من مساكن المواطنين في العاصمة وتشريد ما لا يقل عن 5 ملايين من سكانها، وتحويل المستشفيات والجامعات ودور العبادة وغيرها من الأعيان المدنية إلى ثكنات عسكرية.
وشددت الخارجية السودانية على أن ذلك يمثل انتهاكا لما التزمت به قوات الدعم السريع في إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع في 11 مايو الماضي.
وانتقدت تجاوز الخارجية الأميركية الإشارة للدول التي تواصل إمداد الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة، وهي دول لها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة برغم الشهادات الدامغة والموثقة حول دورها ومطالبات الكونغرس وعدد من المنظمات والخبراء لحكومة الولايات المتحدة باتخاذ موقف واضح من هذه الدول.
وأكد بأن ذلك يجعل هذه الدول شريكة ومسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
ويتهم الجيش السوداني، دولة الامارات العربية بالتورط في تغذية الصراع المسلح في السودان وذلك بالوقوف وراء إمداد قوات الدعم السريع بالمعدات العسكرية.
وكان نواب في الكونغرس الأميركي طالبوا في وقت سابق من أمس الأربعاء، حكومة بلادهم بممارسة مزيداً من الضغط على دولة الامارات لوقف إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح والاليات الحربية.