صحيفة أميركية: السودان قد يكون بقعة مضيئة في أفريقيا.. وعلى واشنطن مساعدته
واشنطن – صقر الجديان
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية إن أمام الولايات المتحدة فرصة سانحة لجذب السودان تجاه الغرب عبر مساعدة أنصار الديمقراطية الذين يصارعون من أجل إصلاح البلاد.
وأشارت الصحيفة في افتتاحية لهيئة تحريرها إلى أن السودان يمثل “نقطة مضيئة مرتقبة”، في عالم تقل فيه الأخبار السارة هذه الأيام.
وأضافت أن لدى الولايات المتحدة فرصة لاستقطاب هذه الدولة الواقعة في شمال شرق القارة الأفريقية إلى جانب الغرب، إلا أن الصحيفة تخشى من إهدار تلك الفرصة.
ووصفت هيئة تحرير الصحيفة رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك بأنه “تكنوقراطي محترم”، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن بعض الشخصيات الإشكالية احتفظت بقدر من السلطة فإن حمدوك تمكن من تفكيك جهاز الأمن “سيئ السمعة” وألغى القوانين المقيدة للحريات.
وإلى جانب ذلك، أتاحت الحكومة الانتقالية مزيدا من المجال للصحافة والمجتمع المدني العريض لكي يؤديان عملهما. وشددت الصحيفة على أن بإمكان الولايات المتحدة أن تساعد في دعم موقف حمدوك.
فك العزلة
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان كيف أن النظام السابق برئاسة عمر البشير الذي حكم السودان طوال 30 سنة قبل أن تطيح به ثورة شعبية في 2019، أحال البلاد إلى دولة مارقة بمنحه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اللجوء في أراضيه في تسعينيات القرن الماضي.
كما أن نظام البشير تسبب في إدراج السودان في القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب في عام 1993. وعقب الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص، عانى السودان مزيدا من العزلة، غير أن الإطاحة بالبشير أتاحت فرصة لإصلاح العلاقة مع أميركا، بحسب افتتاحية الصحيفة.
ونوهت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد تفاوضت مع السودان على تسوية تدفع بموجبها الخرطوم تعويضا بمقدار 335 مليون دولار لذوي ضحايا تفجير السفارتين مقابل إزالة اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وتقتضي التسوية موافقة الكونغرس عليها مما سيضفي حصانة على السودان من أي دعاوى قضائية متعلقة بالإرهاب في المستقبل.
ومضت وول ستريت جورنال إلى القول إن السودان استوفى المعايير المطلوبة لإزالة اسمه من قائمة الإرهاب، مؤكدة أن من شأن ذلك أن يُنهي عزلته الدبلوماسية والاقتصادية ويسمح له بالسعي لتخفيف وطأة الديون عنه من مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ووفقا لهيئة تحرير الصحيفة الأميركية، فإن مثل هذا التطور إذا ما حدث سيعزز من شعبية حمدوك ويساعد في تقوية موقفه ويبقي على آمال الانتقال لمرحلة ديمقراطية حقيقية حية.
وحذرت من أن واشنطن تستطيع فرض العقوبات مجددا إذا وقف عسكر السودان في وجه الإصلاحات.
واختتمت الصحيفة بأن السودان يمثل فرصة نادرة لتحويل “دولة متسلطة مارقة وملاذ آمن للإرهاب سابقا إلى شريك ديمقراطي”، مضيفة أنه مع تنامي النفوذ الصيني في أفريقيا والشرق الأوسط فإن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى مزيد من الأصدقاء كالسودان.
المصدر : وول ستريت جورنال