قطر تنحاز لمبادرات دعم السودان لوقف الحرب وتدعو لمنع التدخلات الخارجية
الدوحة – صقر الجديان
أظهر مسؤولون قطريون التزاما صارما بدعم المبادرة الداعية لوقف الحرب في السودان، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء هذه الأزمة.
وخلال الاجتماع الوزاري رفيع المستوى لتعزيز دعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، الذي عقدته كل من السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطري، لولوة بنت راشد، إن آثار وتداعيات الحرب بالسودان كارثية على منطقة القرن الإفريقي برمتها والمنطقة العربية عموماً.
وشددت على ضرورة العمل لوضع ملف السودان في قائمة اوليات المجتمع الدولي وفق مبادئ الحفاظ على سيادته ووحدة وسلامة مؤسساته الوطنية ، مع تحقيق مصلحة الشعب بحقن الدماء، كما دعت الوزيرة القطرية لوقف التدخلات الخارجية التي اسهمت في اشعال فتيل هذه الأزمة ابتداء ولما تزل تسهم في اشعال الحرائق بدلا عن اطفائها.
وثمّنت وزيرة الدولة للتعاون الدولي الجهود السياسية المهمة التي تقوم بها السعودية من خلال منبر جدة، مجددة دعم دولة قطر له، كما امتدحت التحركات التي تقوم بها مصر في هذا الملف سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.
وفي المقابل تواجه الامارات العربية المتحدة حملة نقد مبطنة حيال دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني.
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني،دعا خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، جميع الأطراف السودانية إلى وقف القتال، مؤكداً دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء هذه الأزمة.
وفي غضون ذلك، قال مسؤول دبلوماسي رفيع إن الدوحة مستمرة في موقفها الداعم لعودة المحادثات عبر منصة جدة، مشيراً إلى الدعم القطري للمتضررين من الحرب والسيول والأمطار الأخيرة.
واعتبر الدبلوماسي أن الموقف القطري المعلن بدعم منبر جدة يأتي منسجماً مع السياسة الداخلية للدولة في الاهتمام بالسودان كدولة لها علاقة خاصة معها، إضافة إلى موقفها الرافض لتحريف الملف عن الأجندة الدولية.
وذكر “أنّ الدوحة دعمت السودان بنحو 91 مليون دولار، وقدمت المساعدات للسودانيين المتأثرين منذ اندلاع الحرب “.
من جانبه، اعتبر الخبير الدبلوماسي الصادق المقلي، تشجيع ودعم قطر لجهود السعودية ومصر متوافقاً مع ضرورة حل الأزمات داخل البيت العربي ، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي من شأنها تأجيج الصراعات .
وأشار المقلي إلى أن قطر تقود جهوداً رائدة وتساهم في تسوية النزاعات بالطرق السلمية، مؤكداً أنها من الدول القليلة في المنطقة التي تبني سياستها الخارجية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
