قتيل و14 جريحاً في احتجاجات على تردّي الأوضاع المعيشية في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
قتل شخص وأصيب 14 آخرون بجروح خلال احتجاجات على تردّي الأوضاع المعيشية في السودان، وفق ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية، وذلك بعدما أطلقت الشرطة عصراً الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجّين حاولوا عبور جسر يربط أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم بوسط المدينة، كانت السلطات قد أغلقته تحسّباً للتحرك الاحتجاجي.
وليل الأربعاء أعلنت لجنة اطباء السودان المركزية مقتل أحد المحتجين بالرصاص وجرح 14 آخرين تتراوح إصاباتهم بين الخطرة والطفيفة، بالإضافة إلى “عدد من حالات الاختناق الناتجة عن استخدام الغاز المسيل للدموع وإصابات أخرى جارٍ حصرها وسترفق في تقرير لاحق بعد التأكّد”.
وقالت اللجنة التي كانت جزءا من التحالف الذي قاد الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير “قابلت السلطة الحاكمة….. موكب اليوم بصلف وعنف مفرط سقط على إثره شهيد عشريني برصاص الشرطة في محلية شرق النيل (الجزء الشرقي من العاصمة الخرطوم) وعدد من الإصابات تتراوح ما بين الخطرة والطفيفة”.
وكانت السلطات أغلقت منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء جميع الجسور التي تربط وسط الخرطوم ببقية أجزاء العاصمة تحسّباً لدعوات إلى تظاهرات احتجاجية على تفاقم الأزمة الاقتصادية.
ونزل عشرات السودانيين الى شوارع الخرطوم وأم درمان منذ الصباح استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين. ويطالب المتظاهرون كذلك بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال التظاهرات التي انتهت باطاحة عمر البشير في نيسان/ابريل 2019.
– إغلاق “احترازي” –
وقالت ولاية الخرطوم في بيان تسلمته وسائل الإعلام “بناء على ما نملك من معلومات نعتذر لمواطني ولاية الخرطوم عن ما سيمسهم من ضرر نتيجة إغلاق كباري المدينة احترازياً من الساعة 12 منتصف الليل وحتى مساء الأربعاء 21 تشرين الأول/أكتوبر”.
وشاهد احد صحافيي وكالة فرانس برس شرطة مكافحة الشغب تضع حواجز عند مداخل الجسور. كما وضع الجيش حواجز اسمنتية وأسلاكا شائكة في الطرقات التي تؤدي الي مقر قياداته في وسط العاصمة.
وجابت سيارات مزوّدة بأسلحة رشاشة وتقل جنوداً مسلّحين برشاشات كلاشنيكوف شوارع المدينة، كما ذكر مراسل فرانس برس.
وكان تجمّع المهنيين السودانيين وهو تحالف نقابي قاد الاحتجاجات ضد الرئيس السابق عمر البشير، دعا إلى تظاهرات جديدة ضد الأوضاع الاقتصادية التي واصلت تدهورها منذ الإطاحة به.
وفي بيان نشر الثلاثاء، قال التجمع إن “السلطة الانتقالية أكملت منذ تشكيلها العام، والأزمات في تزايد مخيف كل يوم والأداء الحكومي مضطرب وضعيف لا يرتقي لمستحقات ثورة ديسمبر العظيمة”.
وأضاف أن “الضائقة المعيشية ما عادت محتملة ويهدر شعبنا سحابة يومه لاهثا خلف أبجديات حاجاته في الخبز والوقود”.
ويقف السودانيون في طوابير لساعات للحصول على رغيف الخبز ووقود للسيارات بينما يقطع التيار الكهربائي عن المنازل لحوالي ست ساعات يوميا .
وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية فيما بلغ معدل التضخم وفقا لاحصاءات رسمية 212 بالمئة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر مساء الاثنين عن استعداد واشنطن لشطب السودان من اللائحة الأميركية للدول المتهمة برعاية الإرهاب.
وفي حال طبّقت الولايات المتحدة ذلك، ستطوي الحكومة السودانية الانتقالية صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم عمر البشير.