الجيش: بدء تدفق الإمدادات إلى القيادة العامة واستمرار المعارك في «بحري»
الخرطوم – صقر الجديان
بدأ الجيش السوداني في إدخال الإمدادات إلى مقر القيادة العامة وسط الخرطوم بعد 21 شهرًا من الحصار، لكنه ما يزال يتعامل مع جيوب لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري.
واستطاع الجيش فك الحصار عن القيادة العامة، بعد أن سلكت قواته طرقًا وعرة وغير ممهدة بموازاة شارع الإنقاذ غربي مدينة الخرطوم بحري ابتداءً من جسر الحلفايا شمالي المدينة وحتى محطة السكة الحديد بالخرطوم بحري جنوبًا، ومن ثم إلى مقر القيادة بالخرطوم عبر جسر النيل الأزرق.
وبدت أحياء الخرطوم بحري ابتداءً من الحلفايا ومرورًا بشمبات والصافية والمغتربين، موحشة وخالية من السكان، وأغلب المنازل منهوبة وأبوابها مشرعة.
جيوب نشطة
وقال ضابط من داخل القيادة العامة لـ “سودان تربيون” إن فتح الطريق وفك الحصار عن القيادة العامة للجيش سيحولها من وضعية الحصار إلى محور قتالي نشط، إلى جانب المقرن غربي وسط الخرطوم ومحور سلاح المدرعات جنوب غرب العاصمة، الذي تقدم حتى مجمع أبراج الرواد السكني.
وأوضح أن هذه المحاور ستسرع من وتيرة استعادة سيطرة الجيش على كل الخرطوم وإعادة ما تبقى من مدينة الخرطوم بحري.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في تصريح صحفي من داخل القيادة العامة إن قوات الجيش بسطت سيطرتها على محيط القيادة العامة للجيش، لكنها ما زالت تتعامل مع بعض جيوب الدعم السريع في الخرطوم بحري.
وأضاف: “الجيش لا يدعي تطهير كل الخرطوم لكنه قطع أشواطًا كبيرة وأنجز خطوة في مسير طويل لبسط السيطرة في كل الخرطوم وكل الولايات”.
من جانبه، ذكر رئيس هيئة أركان الجيش الفريق محمد عثمان الحسين أن هزيمة قوات الدعم السريع أمر مقدور عليه وسيتم في القريب العاجل – وفقًا لتعبيره.
وأفاد الحسين أن “الجيش والقوات المساندة له حققوا نصرًا التقت فيه كل جهود متحركات أم درمان والخرطوم بحري داخل مقر القيادة العامة للجيش، وذلك بداية لتاريخ جديد ودافعًا لتحرير كل السودان من دنس المليشيا”.
لوحة حرب
وداخل مقر القيادة العامة للجيش تظهر آثار المعارك التي ارتسمت على أبراج القيادة والجدران، مدى ضراوة المعارك والحصار الذي عانى منه الضباط والجنود.
ولا يكاد يخلو برج من أثر القذائف والرصاص، كما أن بعضها احترق بالكامل، فضلاً عن انقطاع خدمتي المياه والكهرباء منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وحسب أحد الجنود، فإن الأيام الأولى كانت قوات الدعم السريع تقصف مقر القيادة العامة للجيش بعشرات القذائف التي تسببت في مقتل العشرات منهم، وكانت القيادة مقابر لهم.
ولم ينجو مقر القيادة العامة للجيش من محاولات اقتحام من قبل قوات الدعم السريع، حيث لا تزال سياراته القتالية مدمرة تروي مدى صعوبة المعارك التي دارت رحاها بين أبراج قيادة الجيش.
وقال مساعد مشرف الموقع الدفاعي بالقيادة العامة للجيش العميد الركن عمر بشير النور، إن عمليات تمرد قوات الدعم السريع بدأت في منتصف أبريل 2023 بعتاد كبير تجاوز ستة آلاف سيارة قتالية، لكن الهجمات تكسرت أمام صمود أفراد الجيش بالقيادة العامة.