ما الذي سيحدث إذا ثار بركان يلوستون الهائل؟
يمكن أن يقتل ثوران بركان يلوستون الهائل ما يصل إلى 90 ألف شخص في لحظة ويخلق سحابة رماد كثيفة من شأنها أن تغرق النبات في “شتاء نووي”.
وقد يبدو بركان يلوستون الهائل الموجود في وايومنغ جميلا، لكنه يحتوي على قوة كبيرة. ويعتقد الباحثون أن لديه القدرة على حدوث واحدة من أكثر الانفجارات فتكا في تاريخ البشرية، على الرغم من أنه لحسن حظ كوكبنا، ظل البركان الهائل خامدا لأكثر من 600 ألف عام. لكن بعض العلماء يخشون من أن العملاق النائم قد يستيقظ يوما ما، وسيطلق العنان للفوضى العالمية.
ويتصاعد الضغط تحت يلوستون على مدى مئات الآلاف من السنين. وستبدأ الحرارة المتصاعدة من أعماق البركان في الارتفاع، وتذوب الصخور المنصهرة تحت سطح الأرض مباشرة.
ومع ارتفاع الحرارة من القلب، فإنها ستخلق مزيجا من الصهارة والصخور والبخار وثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى.
وفي النهاية، ستبنى قبة تحت السطح ما يؤدي إلى ارتفاع الأرض، وتصبح مرئية وهي على وشك النفخ.
وإذا بدأ البركان بالانفجار، فإن الولايات المحيطة بمونتانا وأيداهو ستغطى بالصهارة البركانية والرماد.
ووفقا لموقع HowStuffWorks، سيقتل الانفجار الأولي 90 ألف شخص على الفور، لكن هذا لن يكون سوى بداية العاصفة.
وسينشر الانفجار طبقة من الصهارة بطول ثلاثة أمتار عبر 1600 كيلومتر. وهذا يعني أن رجال الإنقاذ سيكافحون للوصول إلى موقع الانفجار، ما يعرض المزيد والمزيد من المدنيين للخطر.
وقال HowStuffWorks: “ربما يواجه رجال الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى هناك. وسوف يمنع الرماد جميع نقاط الدخول من الأرض، وسيؤدي انتشار الرماد والغازات في الغلاف الجوي إلى إيقاف معظم الرحلات الجوية، تماما كما حدث عندما اندلع بركان أصغر بكثير في آيسلندا عام 2010”.
ويبدأ الشتاء النووي عندما يتم نقل الكثير من الرماد والحطام من الأرض إلى الغلاف الجوي.
وقد يتسبب هذا في حدوث تحول مناخي لأن البركان سيطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، والذي يمكن أن يشكل رذاذا كبريتيا يعكس ويمتص ضوء الشمس.
وفي النهاية، سيؤدي هذا إلى انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء الكوكب، ما قد يؤدي إلى عدم القدرة على زراعة المحاصيل وفي النهاية انتشار المجاعة.
وأشار موقع HowStuffWorks إلى أن انخفاض درجات الحرارة “سيؤثر بشكل كبير على إمداداتنا الغذائية، ويقضي على المحاصيل ويلقي بالسلسلة الغذائية في حالة سيئة من خلال ترك أولئك في القاع مع القليل من الطعام”.
ولحسن الحظ، فإن فرص انفجار يلوستون ضئيلة للغاية وغير موجودة عمليا. وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن هناك فرصة بنسبة 0.00014% كل عام أن ينفجر البركان الكارثي المحتمل.
وتابعت الهيئة: “لحسن الحظ، فإن فرص حدوث هذا النوع من الثوران في يلوستون ضئيلة للغاية في غضون آلاف السنين القليلة القادمة. ولا يوجد دليل على أن انفجارا كارثيا في يلوستون بات وشيكا، ومن غير المرجح أن تحدث مثل هذه الأحداث في القرون القليلة المقبلة. ولم يجد العلماء أي مؤشر على انفجار بركاني أصغر وشيك”.