الإمارات تعفي السودانيين من شرط صلاحية الجواز وتطلق مبادرة إنسانية لتسهيل الإقامة
أبوظبي – صقر الجديان
في مبادرة إنسانية تجسد سياسة التسامح والدعم الأخوي، أعلنت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ في دولة الإمارات العربية المتحدة عن إعفاء رعايا جمهورية السودان من شرط صلاحية الستة أشهر لجوازات السفر، وذلك ضمن حزمة من التسهيلات التي تهدف إلى مساعدة السودانيين على تصحيح أوضاعهم القانونية داخل الدولة.
ويشمل القرار إمكانية إصدار وتجديد تأشيرات الإقامة وبطاقات الهوية حتى في حال كانت صلاحية الجواز تقل عن 6 أشهر، في استثناء قانوني يعكس مراعاة الدولة للظروف الصعبة التي يمر بها السودان منذ اندلاع الحرب.
مبادرة استثنائية تبدأ من مايو وتستمر حتى نهاية العام
أكدت الهيئة أن القرار دخل حيّز التنفيذ بتاريخ 19 مايو 2025، ويستمر حتى نهاية العام الحالي، ويُطبّق على السودانيين من مخالفي قوانين الإقامة، حيث يُسمح لهم بتقديم طلبات إصدار وتجديد الإقامة وبطاقات الهوية باستخدام جوازات سفر أقل من 6 أشهر صلاحية، عبر القنوات الرقمية الرسمية المعتمدة.
وأضافت الهيئة أن هذا الإجراء يسمح أيضًا بإعفاء المتقدمين من الغرامات المالية المترتبة على التأخير، ويمثل فرصة لإعادة ترتيب أوضاع المقيمين السودانيين، خاصة من لم يتمكنوا من تجديد جوازاتهم بسبب الأوضاع الأمنية والإدارية المتدهورة في بلادهم.
دعم إماراتي ثابت يعكس رؤية القيادة الرشيدة
أوضحت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وضمن سياسة الدولة الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة، خصوصًا في أوقات الحروب والكوارث الإنسانية.
ويأتي القرار بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، الشريك الاستراتيجي للهيئة، ما يعكس تكاملاً حكومياً مؤسسياً في تقديم حلول استثنائية لفئات المتأثرة بالأزمات.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه المبادرة تعكس رؤية الإمارات في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والإنساني للمقيمين على أراضيها، وتُعد ترجمة حقيقية لرسالة الدولة الإنسانية العالمية، التي تُعلي من قيم الرحمة والتضامن.
سياسة إنسانية شاملة تضع الإنسان أولاً
يأتي هذا القرار في سياق سلسلة من المبادرات التي أطلقتها الإمارات لدعم رعايا السودان، سواء داخل الدولة أو من خلال المساعدات الإغاثية والإنسانية في الخارج. وهو امتداد لنهج الدولة في تقديم دعم حقيقي للمقيمين من الجنسيات المتضررة من النزاعات والصراعات في بلدانهم.
وبهذه الخطوة، تؤكد دولة الإمارات مجددًا أنها ليست فقط حاضنة للتنوع والتسامح، بل أيضًا ملاذًا آمنًا للإنسانية في أوقات المحن، ومثالًا عالميًا على التضامن الأخوي مع الشعوب الشقيقة.