سفر وسياحة

بعد أكبر خسارة في تاريخها.. هل تنجو السياحة في 2021؟

 

تلقى نشاط السياحة ضربة موجعة هي الأشد إيلاما في 2020 بفعل الجائحة، في ظل قيود السفر وحظر التجمعات لعدة أشهر.

ومع ذلك، هناك بعض التفاؤل بشأن استرداد السياحة جانبا من عافيتها خلال 2021، مع تنفيذ دول العالم إجراءات احترازية لمواجهة الجائحة دون إجراء إغلاق كلي أو منع شامل للسفر.

هذا بالإضافة إلى وجود بشائر بشأن ارتفاع فعالية اللقاح المعلن من جانب عدة شركات مثل فايزر وموديرنا.

خسائر فعلية مرشحة للزيادة

قدرت منظمة السياحة العالمية حجم الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي بالنصف الأول من 2020 بنحو 460 مليار دولار.

هذه الخسائر تعد أكبر بخمسة أضعاف من نظيرتها خلال الأزمة المالية في 2009.

وتراجعت أعداد السياحة بواقع 65% في أول 6 أشهر من العام الحالي، وبرأي منظمة السياحة العالمية فإن العالم يحتاج من عامين إلى 4 أعوام حتى يستعيد مستويات النشاط المعروفة قبل الجائحة.

ووفق تقديرات المنظمة، فإنه من المتوقع انخفاض أعداد السياح دوليا بنسبة 58٪ إلى 78٪ بنهاية 2020، ما يعني فقدان 850 مليون إلى 1.1 مليار سائح.

ومن المرجح أن تبلغ خسائر السياحة الدولية 910 مليارات إلى 1.2 تريليون دولار.

وقد تسفر هذه الخسائر عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي في حدود 1.5٪ إلى 2.8٪.

وتشير المنظمة إلى أن عدد السياح الدوليين الوافدين بلغ في عام 2019 نحو 1.5 مليار سائح، وأن النشاط حقق نموا أسرع من الاقتصاد العالمي خلال 10 سنوات متتالية.

120 مليون وظيفة في خطر

يستوعب قطاع السياحة واحدا من كل 10 عاملين بمختلف الأنشطة حول العالم، وتضع الجائحة 100 إلى 120 مليون وظيفة في مرمى الخطر، وفقا لمنظمة السياحة العالمية.

ويقول زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام للمنظمة، إن القطاع يعتمد عليه الملايين في العالم لكسب رزقهم.

فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد”، أن “الدول الجزرية الصغيرة هي الأكثر تأثرا، لكون السياحة تسهم بنحو 80% من الإيرادات الخارجية”.

وأوضحت أن الوباء يهدد بشكل خاص الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، لا سيما أن معظم شركات القطاع تقع في هذه الشريحة في ظل عمل أقل من 50 موظفا بالشركة الواحدة.

ترتيب الأولويات

تفرض الجائحة على نشاط السياحة إعادة ترتيب أولوياتها، إذ يقول أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إن هذه الصناعة بحاجة لإعادة الصياغة حتى تعمل بطريقة آمنة ومنصفة وصديقة للمناخ.

وحدد خمس أولويات للقطاع، تشمل التخفيف من الأثر الاجتماعي والاقتصادي للفيروس، وتعظيم استخدام التكنولوجيا، والتمتع بمرونة خلال بناء سلسلة القيمة، وتعزيز الاستدامة وتعزيز الشراكات التي ستساعد السياحة في دعم أهداف التنمية المستدامة.

انتعاش بطيء في 2021

تتوقع منظمة “الأونكتاد” أن يكون انتعاش السياحة خلال العام المقبل 2021 بطيئا، ويتوقف على حزمة عوامل.

وحدد تقرير المنظمة هذه العوامل في توافر لقاح، ودرجة قيود السفر، واستعداد الشركات للتعامل مع متغيرات النظام البيئي للسياحة، وتأثير الجائحة على ثقة المسافرين وسلوك السفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى