أخبار السياسة المحلية

واشنطن تدعو أطراف الصراع بالسودان للموافقة الفورية على الهدنة

مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس قال: يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها ووقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق

واشنطن – صقر الجديان

دعت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء، أطراف الصراع في السودان إلى “الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في البلاد جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف.

جاء ذلك في بيان صادر عن مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، نشره عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث قال:

“تحثّ الولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان على الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة، بعدما بلغت معاناة المدنيين مستويات كارثية، إذ يفتقر ملايين الأشخاص إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية.”

وأضاف بولس أن كل يوم من استمرار القتال يحصد مزيدًا من الأرواح البريئة، مؤكدًا أن بلاده طرحت نصًا قويًا للهدنة على أمل أن يلتزم به الطرفان سريعًا، “من دون أي مناورة سياسية أو عسكرية تكلّف مزيدًا من الأرواح”.

وشدد المسؤول الأمريكي على ضرورة أن تحترم جميع الأطراف التزاماتها، وأن توقف الأعمال العدائية فورًا، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق. وأضاف:

“الهدنة لا تنقذ الأرواح فحسب، بل تمثل أيضًا خطوة أساسية نحو حوار مستدام وسلام دائم. شعب السودان لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك… حان وقت التحرك.”

ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة المقترحة وآلية تنفيذها، غير أن قوات تأسيس كانت قد أعلنت، الخميس الماضي، موافقتها على الانضمام إلى الهدنة الإنسانية التي اقترحتها دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات).

وفي 25 أكتوبر الماضي، كان بولس قد أعلن أن دول الرباعية بحثت في واشنطن سبل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار في السودان، وشكلت لجنة مشتركة لتنسيق الأولويات الإنسانية العاجلة.

وأشار حينها إلى أن الرباعية جددت التزامها بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر 2025، والذي دعا إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر، تتيح إيصال المساعدات لجميع المناطق تمهيدًا لوقف شامل لإطلاق النار، يعقبه انتقال سياسي شامل خلال 9 أشهر نحو حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية واسعة.

من جانبه، شدد وزير الخارجية السوداني، محيي الدين سالم، في تصريحات الثلاثاء الماضي، على أن الحكومة ماضية في جهودها لإخراج المليشيا (قوات تأسيس) والمرتزقة من البلاد، مؤكدًا أن ما يجري هو “غزو مباشر تخللته أعمال قتل ونهب وسحل”.

وأوضح سالم أن الرباعية ليست جهة معترفًا بها رسميًا من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية، مضيفًا أن الحكومة تتعامل مع الدول الأعضاء فيها بشكل ثنائي، خاصة مع مصر والسعودية والولايات المتحدة، في إطار تنسيق مشترك حول القضايا الإنسانية والأمنية.

وتأتي هذه الدعوات الأمريكية في وقت تسيطر فيه قوات تأسيس على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، منذ 26 أكتوبر 2025م، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن مجازر وانتهاكات ضد المدنيين، وتحذيرات من خطر ترسيخ واقع تقسيمي في البلاد.

وتسيطر قوات تأسيس حاليًا على ولايات دارفور الخمس غربي السودان، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش السوداني، بينما يسيطر الجيش على الولايات الثلاث عشرة الأخرى في الشمال والشرق والوسط والجنوب، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

وتفاقمت المعاناة الإنسانية في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات تأسيس في أبريل 2023م، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى