مستشار ترامب: أولويتنا تكثيف الجهود للتوصل لحل سلمي للصراع بالسودان
عقب لقائه عددا من الوزراء والمسؤولين السعوديين

الرياض – صقر الجديان
قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الأربعاء، إن الأولوية الرئيسية لواشنطن والرياض هي تكثيف الجهود المشتركة، ثنائيا ومن خلال الآلية الرباعية الدولية، للتوصل إلى نهاية سلمية للصراع في السودان.
جاء ذلك في تدوينة نشرها بولس، على منصة شركة “إكس” الأمريكية، عقب اجتماعات عقدها في السعودية مع مسؤولين بارزين، بينهم وزير الدفاع خالد بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان.
وسبق أن بذلت السعودية والولايات المتحدة جهود وساطة مشتركة بين الطرفين، لكنها لم تفلح في إنهاء الحرب، التي تسببت أيضا في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و”قوات تأسيس” في أبريل/ نيسان 2023، توصل الطرفان لاتفاق هدنة بمدينة جدة السعودية، في 11 مايو/أيار من ذات العام، برعاية الرياض وواشنطن، تضمن بنودا بينها الالتزام بحماية المدنيين وانسحاب “قوات تأسيس” من المنشآت المدنية، وهو ما لم تلتزم به الأخيرة.
وأوضح بولس، أن المباحثات ركزت على العلاقات الثنائية ودفع مبادرات إحلال السلام.
وأشار إلى أن الجانبين ناقشا سبل تعميق التعاون لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
وأضاف بولس: “تمثلت أولوية رئيسية في تكثيف جهودنا المشتركة، ثنائيا ومن خلال الآلية الرباعية، للمساعدة في التوصل إلى نهاية سلمية للصراع في السودان”.
وأشار إلى الاتفاق على خطوات عملية تهدف إلى هدنة إنسانية واستقرار مستدام، مع توسيع نطاق الوصول الإنساني وتقديم المساعدات للشعب السوداني.
وفي سبتمبر/ أيلول 2025، طرحت الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، خطة تدعو إلى هدنة إنسانية بالسودان لمدة 3 أشهر، تمهيدا لوقف دائم للحرب، ثم عملية انتقالية جامعة خلال 9 أشهر، تقود نحو حكومة مدنية مستقلة.
ورغم مواصلة “قوات تأسيس” ارتكاب جرائم بحق المدنيين وتوسيع رقعة سيطرتها بولايات دارفور وكردفان (جنوب)، أعلن قائدها محمد حمدان “حميدتي”، موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر.
بينما تحفظ البرهان، على خطة الرباعية التي قدمها بولس، لأنها “تلغي وجود الجيش، وتحل الأجهزة الأمنية، وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها” التي احتلتها.
لكن الحكومة السودانية تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تمانع التفاوض وفقا لخريطة طريق قدمتها الخرطوم للأمم المتحدة، وتشترط في هذا الإطار انسحاب “قوات الدعم السريع” من المدن والمنشآت المدنية كافة، حتى يعود عشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”قوات تأسيس” منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر “قوات تأسيس” على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
واندلعت حرب السودان في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بين الجيش و”قوات تأسيس” على دمج الأخيرة بالمؤسسة العسكرية للبلاد، ما تسبب بمقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليونا.



