صيف بلا كورونا.. جزر المحيط الأطلنطي تنتظر الجميع
تستعد جزر المحيط الأطلنطي لاستقبال عدد كبير من السياح بعد رفع قيود السفر وانتهاء الموجة الحالية من فيروس كورونا.
وهنا ستظهر أهمية الجزر الواقعة في المحيط الأطلنطي بالنسبة للسياح، الذين يفضلون العزلة والتجول وسط المناظر الطبيعية الخلابة، وهناك الكثير من الجزر الخلابة قبالة البر الرئيسي لأوروبا، ومنها مثلا:
جزر الأزور: سانتا ماريا المشمسة
يمتد أرخبيل الأزور لمسافة 600 كلم ويتكون من تسع جزر بركانية وسط المحيط الأطلنطي، وتمتاز كل جزيرة من هذه الجزر البرتغالية بطابع فريد من نوعه، ويسافر معظم السياح في البداية إلى مدينة بونتا ديلجادا بالجزيرة الرئيسية ساو ميجيل ذات الطبيعة المتنوعة.
وانطلاقا من هذه الجزيرة يمكن للسياح استكشاف الأرخبيل بشكل مثالي، حيث تبزر جزيرة سانتا ماريا في أقصى الجنوب الشرقي، وتعتبر هذه الجزيرة من الناحية الجيولوجية أقدم جزر الأزور، وتشتهر بمناخها الجاف وشواطئها الذهبية الناعمة، التي تدعو السياح للسباحة في مياه المحيط الأطلنطي، بالإضافة إلى الكثير من مواقع الغوص الرائعة، ومن أجمل الشواطئ في جزيرة سانتا ماريا شاطئ “بايا دي ساو لورينسو” في الشمال الشرقي وشاطئ “برايا فورموزا” في الجنوب.
ويمكن لعشاق التجول الانطلاق في جولات سياحية لمسافات طويلة في جزيرة سانتا ماريا، مع ضرورة ارتداء الأحذية المناسبة، وتمتد هذه الرحلات لمسافة 80 كلم، ويعتبر هذا المسار الدائري أطول طريق للتجول لمسافات طويلة في جزر الأزور.
قادس: أجمل شبه جزيرة إسبانية وأقدم مدينة أوروبية
لم تعد هذه البقعة الموريسكية الساحرة في جنوب الأندلس جزيرة، ولكنها كانت محاطة بالمياه البحر تماما عند تأسيسها قبل 3000 عام من قبل الفينيقيين، وظلت كذلك حتى القرن السابع عشر، ولكن اليوم ترتبط البلدة القديمة باليابسة الإسبانية عن طريق رأس ضيق.
وتتلاطم أمواج المحيط الأطلسي على الصخور المنتشرة بشاطئ مدينة “لا كاليتا”، ويسلك السياح طريق الكورنيش الممتد حول البلدة القديمة، وعادة ما يضل السياح طريقهم في الأزقة الضيقة الساحرة، ولكنهم يعود إلى طريق البحر مرة أخرى بعد الاستمتاع بتناول المقبلات اللذيذة، وبالطبع يجب أن يتضمن برنامج الرحلة زيارة شرفة المراقبة “تورا تافيرا”، والتي تتيح الاستمتاع بإطلالة بانورامية ساحرة 360 درجة فوق أسطح المدينة.
جزر يستمان في أيسلندا: الحياة فوق البركان
تعتبر جزيرة هيماي هي الجزيرة الرئيسية في أرخبيل يستمان، والحياة على هذه الجزيرة تشبه الرقص على فوهة البركان، ولا ينسى السكان كبار السن في الجزيرة ثورة بركان “إلدفيل” عام 1973، والتي استمرت لمدة نصف عام، وأدت إلى دفن 417 منزلا تحت الحمم البركانية وتوسيع مساحة الجزيرة بمقدار 2 كيلومتر، ولا يزال السياح يشعرون بالغثيان عند الانطلاق في رحلات التجول حول فوهة البركان على ارتفاع 200 متر.
وتمتد المناظر الطبيعية الرائعة إلى جبل “إيافيالايوكل” على اليابسة، وقد أدت ثورة البركان إلى شل حركة الطيران في أجزاء من أوروبا خلال عام 2010، وخلال هذه الرحلة ينعم السياح بفرص رائعة لالتقاط العديد من الصور الفريدة من نوعها، ويشاهد السياح أعدادا لا حصر لها من الكهوف على المنحدرات الخضراء، والتي تشكل أكبر مستعمرة لطيور البفن الأطلنطي، ومن ضمن المزارات السياحية في جزيرة هيماي متحف بركان إلدهايمار، وجولة بالقارب حول الجزيرة وزيارة محمية “Beluga Whale Sanctuarys”، والتي تعتبر أحدث محمية في الجزيرة.
جاليسيا: تذكرة الدخول لجزر سيس الإسبانية الشمالية
إذا رغب السياح في زيارة جزر الأحلام سيس Cíes الواقعة في شمال إسبانيا، فإنه يحتاج إلى تصريح في البداية، ولكي تحافظ السلطات على روعة المناظر الطبيعية في هذه الجزر فإنه يتم تقييد أعداد السياح، الذين يزورون الجزر خلال النهار أو السياح، الذين يقيمون بها بشكل صارم.
وتعتبر جزيرة سيس جزءا من المحمية الطبيعية “جزر جاليسيا الأطلسية” منذ 2002، وإذا رغب السياح في البقاء في الجزيرة لفترة أطول فإنه يتعين عليهم المبيت في المخيم، وأن يشعروا بأنهم روبنسون كروزو، وقد نال شاطئ “برايا دي روداس الكاريبي الأبيض” لقب أجمل شاطئ في العالم عدة مرات.
وتظهر مناظر هذه الجزيرة على البطاقات البريدية السياحية، وتجتذب عشاق الغوص والسباحة، كما يمكن لعشاق التجول لمسافات طويلة الاستمتاع بالجولات السياحية على مسار التجول الطويل في جزيرة “مونتيجودو” الشمالية، حتى الوصول إلى شبه الجزيرة “دو فارو”، وتبدأ من هذه المنطقة مسارات تجول متعرجة تصل إلى المنارة الواقعة في جنوب “فارو”، مع الاستمتاع بالعديد من المناظر الطبيعية الرائعة.
جزر شيتلاند الشمالية: جزيرة أونست تمثل خط النهاية
بمجرد أن يصل السياح إلى جزر شيتلاند النائية فإن الطريق إلى أقصى الشمال ليس بعيدا، حيث يتعين على السائح القيام برحلتين بالعبارة حتى يصل إلى جزيرة أونست، والتي تعتبر أقصى جزيرة في الشمال ضمن 16 جزيرة مأهولة بالسكان في هذا الأرخبيل الوعر، والذي يضم أكثر من 100 جزيرة.
وعلى الرغم من أن أرخبيل شيتلاند يمتاز بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة، إلا أن جزيرة أونست تمثل مرحلة أعلى من الجمال والسحر، وتسودها طبيعة قاسية وأجواء باردة للغاية، وتعتبر رحلات التجول على لسان اليابسة “هرمانيس” الواقع في أقصى الجزء الشمالي الغربي من أهم عوامل الجذب السياحي، حيث يتمكن الزوار هنا من مشاهدة جزيرة “موكله فلوجا” الصخرية الصغيرة، والتي تتفاخر بمنارتها البيضاء وبأنها أقصى جزء من بريطانيا العظمي يقع في شمال الكرة الأرضية.
وخلال المساء ينعم السياح بالأجواء البريطانية في المطاعم والحانات، ويقدم فندق “بالتاسوند هوتيل” المشروبات والعشاء للسياح، بعد ذلك ينام السياح في الأكواخ الخشبية المريحة، والتي تقع على البحر مباشرة عند درجة 60 شمالا.
جزيرة الزهور في بريتاني: إيل دو بريهات
تقع جزيرة إيل دو بريهات على مسافة 15 دقيقة بالعبارة من الساحل الشمالي لبريتاني، وتظهر كجوهرة وسط المحيط الأطلنطي، ويمنحها تيار الخليج أجواء خاصة خلال فصل الشتاء المعتدل، وتنتشر أزهار الكوبيه والميموزا وزنابق الزينة على مساحات واسعة من الجزيرة، ولذلك فإنها تعرف باسم جزيرة الزهور.
ويمتاز الجزء الجنوبي من الجزيرة بانتشار الأعشاب والزهور في حين تغطي صخور الجرانيت الوردي الجزء الشمالي من الجزيرة، ويعيش في هذه جزيرة “إيل دو بريهات” حوالي 400 نسمة فقط بشكل دائم، وهناك العديد من الأماكن الساحرة لعشاق قضاء العطلات في أجواء يسودها الهدوء والاسترخاء، حيث الشمس والبحر والجمال الطبيعي والهدوء بسبب حظر السيارات في الجزيرة.