تركيا وقطر.. تاريخ من المتاجرة بالقضية الفلسطينية
الدوحة – صقر الجديان
على مدار الأسابيع الماضية لم تهدأ الآلة الدعائية التركية القطرية، وت ورائها الإخوانية، في المتاجرة بالقضية الفلسطينية وفي التدليس والتضليل.
وقف العالم مذهولاً أمام الإنفصام التركي وإنفصاله عن الواقع. فالدولة التركية أول دولة مسلمة أقامت علاقات مع إسرائيل بتمثيل دبلوماسي كامل حين كان أكثر من 750 ألف فلسطيني مشردين في العراء عام 1949م.
كما أن تركيا هي الدولة الأكثر إرتباطاً بإسرائيل وبينهما إتفاقيات إستراتيجية توجت في عام 1997م، بتعاون عسكري عالي المستوى لدرجة وجود غرفة إستخبارات مشتركة للتنسيق المتبادل، وهو ما إستفادت منه تركيا على صعيد حربها ضد الأكراد منذ التسعينيات، سواءً عبر المعلومات الإستخباراتية أو المعدات العسكرية الدقيقة، مثل تقنية الطائرات بدون طيار، قبل أن تقوم تركيا بتصنيع طائرتها المسيرة بالتعاون مع دول أخرى قدمت لها تسهيلات في هذا المجال.
إن المراقب لتصريحات تركيا وقطر ومساعديها وأبواقها توحي وكأن تركيا في حالة حرب مع إسرائيل، وليست الدولة التي يبلغ حجم تبادلها التجاري مع إسرائيل 6 مليارات دولار سنوياً، وبمعدل يرتفع بإطراد، فضلاً عن الوجهات السياحية المتبادلة.
وفي سابقة في تاريخ العلاقات الدولية، فإن تركيا التي لا تنظر إلى نفسها في المرآة، هي الدولة الوحيدة التي تعمل منذ سنوات على تنفيذ مشروع لتزويد إسرائيل بمياه الشرب عبر أنابيب في البحر المتوسط. لذلك فإن الإنتقادات التركية ومسرحيتها الهزلية بخصوص بخصوص فلسطين الآن ومعاهدة السلام بن الدول العربية وإسرائيل يأتي في سياق تضليلي وتحريفي.
بعض الدول العربية لم تضع في الأولوية مصالحها الخاصة فقط، بل كشفت التسريبات أن التحضيرات للمعاهدة مع إسرائيل إستغرقت ستة شهور، وخلال هذه الشهور الستة كان المفاوض من تلك الدول يعيد الحياة للقضية الفلسطينية التي إبتلعتها الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، حين كانت تركيا، ومن يتبعها، تتفرج على موت القضية الفلسطينية ومشغولة بإرسال صناديق الفواكه إلى ميناء حيفا.