الإمارات ومصر تعاون عسكري ومصير مشترك لمستقبل واعد
القاهرة – صقر الجديان
وحرصت القيادة الحكيمة للبلدين الشقيقين، على ترسيخ وتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في مجال التدريب العسكري الذي يساهم في تبادل الخبرات العسكرية والقتالية وتعزيز جاهزية القوات المسلحة الإماراتية والمصرية، التي بدورها تشكل أحد الأركان الرئيسية للاستقرار والتنمية الشاملة بمختلف محاورها.
ارتفعت وتيرة الشراكة وتعزيز القدرات العسكرية والمناورات والتدريبات المشتركة بين البلدين في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة، وعكست مشاركة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في افتتاح قاعدتي “برنيس” في شهر يناير (كانون الثاني) 2020، وقاعدة “محمد نجيب العسكرية”، في يوليو (تموز) 2017 التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وقوة العلاقات الدفاعية والعسكرية بينهما.
التمرين العسكري “زايد 3”
خلال شهر مايو (آيار) الماضي انطلقت فعاليات التمرين العسكري المشترك “زايد 3” الذي أقيم على أرض الإمارات، بمشاركة وحدات من القوات البرية من الإمارات ومصر، حيث يأتي تنفيذ التمرين المشترك في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة “كوفيد-19” على العالم، إلا أن قدرة جميع مؤسسات الدولة على التعامل والتعافي والعودة التدريجية لممارسة الحياة بشكل طبيعي مكنت القوات المسلحة الإماراتية من تنظيم هذا التمرين وفق أفضل الممارسات والمعايير الصحية المتبعة عالمياً، وحسب التوقيت المقرر لها.
تدريب “زايد 2”
وفي مارس (آذار) 2017 بدأت فعاليات التدريب المصري الإماراتي المشترك “زايد 2” الذي شاركت فيه عناصر من القوات البحرية والجوية والبرية من الجانبين، والذي جاء ضمن الخطة السنوية للتدريبات المشتركة للقوات المسلحة. وشهد التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات لنقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المنفذة من الجانبين في كافة التخصصات، وعقد العديد من المحاضرات النظرية والبيانات العملية لتوحيد المفاهيم والخبرات القتالية بمشاركة القوات الجوية والوحدات الخاصة وعناصر التدخل السريع من الجانبين، والتي أظهرت مدى ما وصلت إليه من مستوى راقٍ في التخطيط والتنفيذ للأنشطة والمهام التدريبية المخططة.
وجاء هذا التدريب تأكيداً على تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك التي تربط البلدين الشقيقين لصقل مهارات العناصر المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين، بما يسهم في تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لمجابهة كافة المخاطر والتحديات التي قد تستهدف المساس بالأمن والاستقرار بالمنطقة.
التدريب البحري “خليفة 3”
وفى أبريل (نيسان) 2018 انطلقت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك “خليفة 3″، والذى استمر لعدة أيام بقاعدة البحر الأحمر بمشاركة عناصر القوات البحرية وعناصر القوات الجوية لكلٍ من الإمارات ومصر بالمياه الإقليمية المصرية، بهدف تنمية وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، تضمنت تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية تخللها عدة محاضرات تشمل التخطيط والإعداد لمراحل التدريب المختلفة وتنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية بغرض حماية خطوط المواصلات البحرية وإدارة أعمال القتال المختلفة وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، بالإضافة إلى تدريب أطقم الوحدات البحرية المشاركة على مواجهة التهديدات البحرية المحتملة.
تمرين “خليفة 1”
وفي عام 2014، تم إجراء التدريبات العسكرية بين الجيشين الإماراتي والمصري، بهدف تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وكذلك تعزيز الجهازية لمختلف وحدات الجيشين. وقد تضمنت المناورات المشتركة ثلاث مراحل بدءاً من وصول القوات المصرية إلى الإمارات، ويليها التدريب المتخصص والتدريبات العملية، التي أجريت بالذخيرة الحية، وطائرات ميراج 2000 ومقاتلات وسفن حربية، كما تم نشر وحدات مدفعية ومروحيات هجومية بالإضافة للمشاة البحرية والقوات الخاصة والمظلات، وواصل التعاون والتدريب المشترك زخمه خلال عام 2014 بتنفيذ القوات البحرية للبلدين تدريباً واسعاً في مصر، أمام سواحل البحر الأحمر باسم “خليفة 1″، بمشاركة عناصر القوات الجوية والوحدات الخاصة.
مناورات كبرى
لم يساهم التوافق في الرؤى بين الإمارات ومصر تجاه مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، في التمارين المشتركة بين البلدين فحسب، بل تعدى ذلك للمشاركة في مناورات الدول الكبرى، وبينها الولايات المتحدة الأمريكية في كل من “تحية النسر” وكذلك “النجم الساطع” وعربياً عبر “درع العرب”.