“لجان مقاومة الخرطوم” تطرح ميثاقا سياسيا للمرحلة الانتقالية
وتدعو لـ"مظاهرات مليونية"، الإثنين 28 فبراير/شباط، مؤكدة أنها ستتوجه صوب القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية
الخرطوم – صقر الجديان
طرحت لجان المقاومة بالعاصمة السودانية، الخرطوم، مقترح “الميثاق السياسي” للفترة الانتقالية تحت عنوان ميثاق ” تأسيس سلطة الشعب”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للجان المقاومة( ناشطون)، بالخرطوم، الأحد ، دعت فيه “للحشد وصولًا للدولة المدنية”.
وتكونت “لجان المقاومة” في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/ كانون أول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/ نيسان 2019.
وأوضح ممثل لجان المقاومة، عثمان سر الختم، بالمؤتمر الصحفي أن “المقترح قابل للنقاش والتداول من قبل لجان المقاومة في الولايات(18 ولاية)، و القوى السياسية الثورية ومن ثم التوقيع عليه”.
وأعرب عن أمله في أن يكون ميثاق “تأسيس سلطة الشعب، مركزًا موحدًا لقوى الثورة ويؤسس لحوار سوداني يشمل كل أطياف الشعب، ويؤسس لحكم مدني ديمقراطي”.
وأشار أن “انقلاب 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي، قطع الطريق أمام الدولة المدنية ودولة القانون، واستقرار المجتمع و البلاد”.
وأضاف سر الختم قائلا “ندعو القوى الثورية والسياسية لحشد قدراته وامكانيته(..)إلى بناء دولة مدنية حديثة، تأكيدا على التزامنا بوضع حد للانقلابات العسكرية في البلاد”.
وزاد قائلا “وسعيا لتأسيس دولة وطنية ديمقراطية لا شراكة فيها مع القوى المضادة للثورة في السودان، ولا تفاوض فيها على إبعاد المؤسسة العسكرية
بالكامل من الحياة السياسية، ولا شرعية فيها للأنظمة الشمولية، ولا مساومة فيها في حق الشعب السوداني بالحياة”.
وشدد الميثاق السياسي “على إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ومحاسبة المشاركين فيه، وإلغاء الوثيقة الدستورية وكل الاتفاقيات والمراسم التي جاءت عقب 11 إبريل 2019 ( تاريخ عزل البشير)”.
وأضاف “ورفض أي دعوات للتفاوض المباشر أو غير المباشر مع الانقلابين والاستمرار في المقاومة السلمية”.
وحدد الميثاق “عامين للفترة الانتقالية قابلة للزيادة، وتعيين رئيس وزراء من الكفاءات الوطنية المستقلة ليستلم المهام السيادية والتنفيذية بعد إسقاط الانقلاب مباشرة”.
ونص الميثاق على “تكوين جيش موحد وإعادة تأهيل ودمج لكل المليشيات، وإلغاء منصب القائد العام للجيش السوداني، وأن يكون رئيس الوزراء هو القائد الأعلى للجيش”.
وتضمن تكوين مجلس تشريعي، و11 مفوضية مستقلة أبرزها مفوضية الانتخابات و العدالة والسلام، والانتخابات.
** مليونية “الميثاق” تتوجه للقصر الرئاسي
في سياق متصل دعت اللجان، في بيان لاحق إلى المشاركة في مظاهرات “28 فبراير”، مؤكدة أنها ستتوجه إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأطلقت اللجان في بيانها على تلك المظاهرات اسم “مليونية ميثاق تأسيس سلطة الشعب”، في إشارة لمقترحها السياسي الخاص بالفترة الانتقالية.
وأضاف البيان “ندعوكم للمشاركة في مليونية الإثنين 28 فبراير، ميثاق تأسيس سلطة الشعب، المتجهة صوب القصر الرئاسي، نتحدى فيها الجلاد بسلاح سلميتنا (..) لإسقاط الانقلاب”.
وتابع “البلاد تستشرف عهدا جديدا هو عهد صوت الشعب وسلطته بميثاق سلطة الشعب”.
حددت اللجان 5 أماكن” لتجمع المتظاهرين جنوب ووسط الخرطوم قبل التوجه إلى القصر الرئاسي.
ومنذ 25 أكتوبر يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.
وقبل هذه الإجراءات كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة، وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.