أول يوم وطني ومحمد بن زايد رئيسا.. شمس الإنجازات تضيء مستقبل الإمارات
أبوظبي – صقر الجديان
“سيظل منهج سعادة المواطن ورعايته أساس كل خططنا نحو المستقبل” شعار رفعه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في أول خطاب له قبل أشهر.
ذلك الشعار لم يكن إلا نهج دولة أسست بنيانها قبل 50 عاما على أسس راسخة، جعلتها تطمح لأن تكون في العقود الخمسين المقبلة، بأن تكون دولة الإمارات بحلول 2071 أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدما.
إلا أن ذلك الهدف الذي يطمح إليه البلد الخليجيم لم يكن ليتحقق، بدون مكانة مرموقة وموثوقة تمتعت بها دولة الإمارات بين الشركاء الدوليين، لدورها الحيوي والمهم في دعم الأمن والاستقرار الدوليين.
وتحتفل دولة الإمارات، يوم الجمعة، بعيد الاتحاد 51، الذي يعد أول يوم وطني في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تولى الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وفيما وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في أول خطاب له في 13 يوليو/تموز الماضي، ملامح سياسة البلد الخليجي الداخلية والخارجية، والتي كان شعب دولة الإمارات محور اهتمامها وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها، يحتفي الإماراتيون في الذكرى الـ51 بعيدهم الوطني وبخارطة طريق تنموية متكاملة ترسم ملامح مستقبل أكثر إنجازاً وتنمية وازدهاراً ورخاءً ونهضة لبلادهم.
تلك الملامح ترجمت في استراتيجية “نحن الإمارات 2031″، التي أطلقت قبل أيام، وتضمنت أهدافا وبرامج تؤسس لأول عشر سنوات في مسيرة الخمسين عاما القادمة في البلاد.
وتحمل الاستراتيجية أهدافا عدة؛ أبرزها: رفع الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 3 تريليونات درهم، وزيادة صادرات الإمارات غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ورفع قيمة التجارة الخارجية الإماراتية لـ4 تريليونات درهم، بالإضافة إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم.
ثقة عالمية
أهداف رفيعة المستوى تليق بالاحتفال بالذكرى الـ51، التي تتزامن مع تعاظم مكانة دولة الإمارات الإقليمية والدولية، وتزايد ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
تلك المكانة بدت واضحة في مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في قمة العشرين، بمدينة بالي الإندونيسية، ومؤتمر تغير المناخ، في قمتين من بين 6 قمم دولية شارك فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال 5 شهور، ارتكزت على سبل مواجهة التحديات العالمية على مختلف الأصعدة، وعلى رأسها أمن الطاقة وأزمة تغير المناخ والأزمة الأوكرانية، مما يعكس المكانة الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها.
مشاركات دولية فعالة عززت حضور دولة الإمارات الفاعل في أرفع المنظمات والهيئات والمجالس الدولية، جاءت متناغمة مع فوز البلد الخليجي، نهاية مايو/أيار الماضي، برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، والتي تضم في عضويتها 100 دولة.
فوز الإمارات برئاسة “كوبوس” جاء بعد نحو شهرين من إسدالها الستار على شهر كامل (مارس/آذار الماضي) من رئاستها مجلس الأمن الدولي، استطاعت خلاله تحقيق إنجازات بارزة، سواء كرئيس لمجلس الأمن الدولي أو عضو غير دائم به.
ولم تقتصر مساندة دولة الإمارات للقضايا العربية والدولية على رئاستها مجلس الأمن، بل إنها واصلت من خلال عضويتها مسيرة تعزيز وتأمين السلام الإقليمي وصون السلم والأمن الدوليين، بالإضافة إلى عضويتها بمجلس حقوق الإنسان والتي فازت بها مؤخرًا عن الفترة من 2022 إلى 2024.
دور رائد
مكن البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات من تحقيق إنجاز جديد على الصعيد العالمي، تمثل في اختيار محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، رئيسا جديدا للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين، ليكون أول إماراتي وأول عربي يتولى هذا المنصب.
يأتي هذا فيما تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28” عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
الفضاء.. إنجازات تاريخية
احتفال دولة الإمارات باليوم الوطني الـ51 يأتي فيما تترقب الامارات قريبا تحقيق إنجاز تاريخي في قطاع الفضاء، بإطلاقها المستكشف “راشد” إلى سطح القمر ، لتكون الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد خلال مهمته في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
“إنجاز” سطرته دولة الإمارات، يعقبه خلال أيام، آخر، يتمثل في انطلاق النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء يومي 5 و6 ديسمبر/كانون الأول 2022، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبمشاركة عالمية رفيعة المستوى من قادة الدول النشطة في مجال الفضاء، ونخبة من الخبراء وأهم الشخصيات المؤثرة في القطاع حول العالم بهدف صياغة سياسات دولية جديدة في مجال الفضاء.
إنجازان يأتيان بين عدة إنجازات في قطاع الفضاء شهدتها دولة الإمارات على مدى الأشهر الماضية، أبرزها إطلاقها البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية “سرب” في 17 يوليو/تموز الماضي، لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يعد أحد البرنامج النوعية والأولى عربياً في القطاع الفضائي.
محطات براكة
ومن إنجازات الفضاء إلى إنجازات الأرض، حيث تواصل دولة الإمارات مسيرة إنجازاتها في محطات براكة للطاقة النووية أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، فقبل نحو شهرين وتحديدًا في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن ربط المحطة الثالثة ضمن المحطات الأربع في براكة بشبكة كهرباء دولة الإمارات، وإنتاج أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة من ثالث محطات براكة الأربع.
إنجاز أعقبته الإمارات بإطلاق مبادرة شاملة بالشراكة مع أمريكا، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي، سيتم بموجبها استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 غيغاوات إضافية من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات وأمريكا، والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035.
أمن الطاقة
إنجازات توجت باعتماد مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استراتيجية “أدنوك” لتسريع النمو في جميع مجالات أعمالها ومراحلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكلٍ مسؤول ودعم أمن الطاقة العالمي.
كما اعتمد خطط “أدنوك” لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027 بدلاً من عام 2030، بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً ضمن قائمة الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات نفطية، والمركز السابع ضمن قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي.
ريادة إنسانية
تأتي الاحتفالات باليوم الوطني أيضا بعد أيام من تسلم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، في حدث يأتي ضمن مساعدات إنسانية متواصلة ترسلها الإمارات في مختلف أنحاء العالم، لترسيخ جسور الإنسانية في إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم.
فمن باكستان شرقا وحتى السودان غربا مرورا بالصومال، ومن أفغانستان شمالا وحتى جنوب أفريقيا جنوبا، تواصلت على مدار الأسابيع الماضية قوافل إغاثية إماراتية لتقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات في دول مثل السودان وباكستان وجنوب أفريقيا ونيجيريا، والزلازل في دول مثل أفغانستان والجفاف في دول مثل الصومال.
ولم تقتصر تلك المساعدات على دول المنطقة، بل إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أمر قبل أشهر بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في بلادهم، في رسائل أكدت من خلالها دولة الإمارات أنها لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية.