المكون العسكري يقترح تمثيل حلايب والفشقة في المجلس التشريعي
الخرطوم – صقر الجديان
كشف عضو في المجلس المركزي “لقوى الحرية والتغيير” أن المكون العسكري طلب تمثيل نواب من مناطق حلايب والفشقة والمناطق الحدودية في المجلس التشريعي الانتقالي.
وأوضح المسؤول في المجلس المركزي “لقوى الحرية والتغيير” والذي اشترط حجب اسمه أن المكون العسكري تنازل عن غالبية حصته التي أقرتها الوثيقة الدستورية في الـ33% مع (قحت) للجبهة الثورية لكنه طالب بضم نواب من مناطق الفشقة وحلايب وكافة المناطق الحدودية حتى يكون البرلمان قوميًا.
ورأى عضو المجلس المركزي لقوى التغيير أن نظرة المكون العسكري بعيدة جدا وتتجاوز نظرة الحركة السياسية التي لم تفطن لإشراك المناطق الحدودية في البرلمان الانتقالي او حتى مؤسسات الفترة الانتقالية.
وبدأ المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مشاورات سياسية مع لجان المقاومة وتجمع المهنيين والجبهة الثورية لتكوين المجلس التشريعي وسط خلافات حادة بين مكونات التحالف الحاكم.
يذكر ان المثلث الذي يضم حلايب وشلاتين وابورماد الواقع على الحدود بين مصر والسودان على البحر الأحمر احتلته مصر بالقوة العسكرية عام 1995 كرد فعل على المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في أديس أبابا بتدبير من النظام الإسلامي الحاكم في السودان حينها.
وكان مثلث حلايب منطقة متنازعا عليها بين السودان ومصر منذ عام 1958 ، فبموجب اتفاقية الحكم الثنائي الموقعة بين مصر وبريطانيا عام 1899 تم تعريف السودان بأنه الأراضي الواقعة جنوب دائرة العرض 22 وهذه الأراضي لا تضم مثلث حلايب الأمر الذي تستند إليه مصر في سيادتها على المثلث.
إلا ان القبائل التي تقطن مثلث حلايب سودانية ولذلك أصدر ناظر الداخلية المصري عام 1902 قرارا إداريا بإلحاق حلايب بالسودان ولم تعترض مصر على ذلك حتى استقلال السودان عام 1956
ونشبت أزمة بين البلدين حول السيادة على المثلث عام 1958 عندما أدخل السودان حلايب ضمن الدوائر الانتخابية فأرسلت مصر قوات عسكرية إلى المنطقة ورد السودان بتحريك الجيش شمالا بتوجيه من رئيس الوزراء حينها عبد الله خليل، فانسحبت مصر ثم أرسلت مذكرة للأمم المتحدة تطالب بحقها في استعادة الأراضي الواقعة شمال خط العرض 22 والخاضعة للإدارة السودانية.
ويطالب السودان بالتحكيم الدولي لحل النزاع حول مثلث حلايب الأمر الذي ترفضه مصر بشدة رغم قبولها مبدأ التحكيم الدولي في نزاعها الحدودي مع إسرائيل حول منطقة طابا والتي استعادتها مصر بقرار التحكيم في سبتمبر 1988م.
يذكر ان حلايب غنية بالنفط والغاز والذهب وقد تحدثت وزارة البترول المصرية عن التنقيب والتعدين في المنطقة عام 2014
أما الفشقة فهي منطقة زراعية خصبة واقعة في الحدود السودانية الإثيوبية وبدأ النزاع حولها منذ الخمسينات بين مجموعات أهلية من المزارعين الإثيوبيين وأصحاب الأرض من السودانيين إلا ان الحكومة الإثيوبية تقر رسميا وقانونيا باتفاقية الحدود لعام 1902 (هارنجتون – مينليك) وكذلك تعترف ببروتوكول الحدود لسنة 1903، واتفاقية عام 1972 مع حكومة السودان المستقلة بأن منطقة الفشقة أرضاً سودانية.
ولكن منذ عام 1995م وبعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري حسني مبارك على الأراضي الإثيوبية بدأ الجيش الإثيوبي يتوغل في الأراضي السودانية وبقي مسيطرا على الفشقة منذ عام 1998م