سفر وسياحة

إقليم “كونسو”.. مزار سياحي لن تراه إلا في إثيوبيا

 

تزخر منطقة “كونسو” جنوب إثيوبيا بالعديد من المزارات السياحية والمواقع التاريخية والآثار الحجرية، وتتميز أيضا بتنوعها الثقافي حيث تضم نحو 56 قومية.

“كونسو” هي إحدى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا الإقليم الذي تتعدد قومياته، ويعيشون في مدينتين بهما نحو 40 قرية.

وتبلغ مساحة مواقع كونسو الثقافية الأثرية حوالي 55 كيلومتر مربع، تضم داخلها مجموعة من الآثار الحجرية والمستوطنات المحصنة في مرتفعات كونسو بجنوب إثيوبيا، والتي تشكل نموذجا مذهلاً لتقليد ثقافي حي يمتد لأكثر من 400 عام.

وتعد المواقع الأثرية، لقرية “كونسو”، التي تبعد عن أديس أبابا 595 كيلومترا، واحدة من أهم المناطق السياحية في البلاد، وسجلت كواحدة من أهم المعالم السياحية الأثرية على مستوى العالم، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

فيما تمتاز قرى الكونسو بالتصميم الجميل والفريد، وتحاط بـ6 جدران من الحجر الجاف متحدة المركز، يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار، فضلا عن الطبيعة الخلابة والأراضي الزراعية والتلال، والمباني التراثية المصنوعة من القش “العشب”، وتماثيل خشبية نحتت قديما للموتى.

وهذه المواقع التراثية تحكي عن القيم المشتركة والتماسك الاجتماعي والمعرفة الهندسية لسكان تلك المنطقة، إذ تحتوي على تماثيل خشبية مجسمة تم تجميعها، تمثل قادة وأعيان المنطقة الذين سجلوا أحداثا بطولية ومواقف تعبر عن إنسان المنطقة ودوره.

وهي تمثل شهادة حية واستثنائية للتقاليد الجنائزية التي باتت على وشك الاختفاء، فضلا عما تحمله تلك الآثار الحجرية من خصائص ثقافية.

ويوجد بمنطقة كونسو فضاء ثقافي يطلق عليه اسم “مورا، ومدرجات حجرية جافة تعرف بـ”كاباتا”، بالإضافة لعلامات الدفن التي تعرف بـ”واكا” وغيرها من الأشكال المعيشية والممارسات الثقافية.

ويعتقد أهل المنطقة المحليين أن تلك الآثار الحجرية هي إحدي أسباب هطول الأمطار كثقافة لدى قومية كونسو.

وتشتهر قومية كونسو بنظام زراعي مختلف، إذ تمثل الزراعة الحرفة الرئيسية عند العديد من القوميات بالإقليم، إلا أن كونسو أدخلت نظام خاص بها في الزراعة، وعملت على تكييف نظام الزراعة على التراس، مستخدمة التراسات الحجرية الجافة والمتدرجة التي تتمتع بها منطقتهم.

وشعب كونسو له لغته الخاصة به التي تنتمي للكوشية، ويعيشون في مناطق محاطة بالأسوار يطلق عليها ذات الجدران الحجرية الجافة.

وتتميز منازلهم وقراهم بجمال وبساطة صنعها والتي تم إنشاؤها بالكامل من المواد الطبيعية، والقرية لدي شعب الكونسو محاطة بجدران حجرية جافة بسمك متر على الأقل وقد تصل إلى 3 أمتار .

وهناك مساحات خاصة معدة للبرامج الثقافية لقومية كونسو، تعرف بمورا، اختير لها الوسط كمنطقة مركزية رئيسية.

ويشكل المورا دور مهم ومركزي في حياة شعب الكونسو، وهو عبارة عن قاعة للجلوس مفتوحة الجانب تحت سقف ضخم من القش مع سقف خشبي ثقيل، يجتمع فيها الرجال لحكم القرية، بجانب أماكن يجتمع فيها الشباب للترفيه والتسلية والاسترخاء في يوم راحتهم .

“مورا” هو مجلس للتشاور لقيادة المنطقة ومقرا للترفيه والتسلية والمناسبات العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى