صحة وجمال

لقاحات كورونا.. أبرز نقاط القوة والضعف

 

عند الحديث عن لقاحات كورونا، يتم الإشارة إلى الفاعلية باعتبارها العنصر الأهم للتمييز بين اللقاحات، وهو ما يراه خبير أمرا “غير منصف”.

ويقول الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ”العين الإخبارية” إن الفاعلية عامل مهم جدا، لكنها ليست العامل الوحيد، إذ توجد عوامل أخرى على درجة كبيرة من الأهمية أيضا، وهي السعر والتخزين وسهولة التصنيع.

ويوضح أن لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد”، والذي بدأت حملات التلقيح باستخدامه في بريطانيا، يوفر فعالية تصل إلى 70%، عند إعطاء جرعتين منه، وقد تزيد إلى 90% عند النزول بحجم الجرعات إلى جرعة ونصف، وهو الأمر الذي يمثل لغزا، ولم يتم الترخيص بتطبيقه إلى الآن، حتى يتم إثباته في دراسات إضافية تجريها شركة أسترازينكا.

 

ورغم أن لقاحي “فايزر” و”موديرنا” يوفران فعالية تفوق لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد”، إذ وصلت في الأول إلى 95% وفي الثاني إلى 94.1%، إلا أنهما في المقابل يواجهان مشكلة السعر المرتفع وصعوبة التخزين.

ويقول شحاتة إن اللقاحين يحتاجان إلى التخزين عند درجة حرارة 70 درجة تحت الصفر، كما أن سعرهما مرتفع، إذ يصل ثمن الجرعة من لقاح فايزر إلى 25 دولارا، وموديرنا 35 دولارا، وذلك في مقابل السعر المنخفض للقاح (أكسفورد -استرازينكا)، والذي يصل ثمن الجرعة منه إلى 4 دولارات، كما يمكن تخزينه عند درجة حرارة الثلاجة العادية.

وتفرض طريقة تصنيع كل لقاح طريقة تخزينه، فإذا كان ينظر إلى طريقة تصنيع فايزر وموديرنا من جانب أنها جعلت التخزين عند 70 درجة تحت الصفر، وهي قدرات لا تتوفر عند أية دولة، فإنها من ناحية أخرى تجعل هناك سهولة في التصنيع، مقارنة بلقاح أكسفورد، والذي فرضت طريقة تصنيعه إمكانية تخزينه في درجة حرارة الثلاجة العادية، لكن وقت تصنيعه يزيد عن اللقاحين الآخرين، كما يؤكد شحاتة.

ويستخدم لقاحا موديرنا وفايزر تقنية مرسال الحمض النووي الرييبي (mRNA)، والتي تتيح استخدام معلومات وراثية تسمح لخلايا الجسم بإنتاج البروتين الفيروسي في سيتوبلازم الخلايا ثم عرضها لجهاز المناعة حتى يتم تدريبه والتعرف عليه وبناء ذاكرة مناعية ضد الفيروس.

أما تقنية الناقلات الفيروسية التي يستخدمها لقاح أكسفورد، فتستخدم أحد فيروسات “الأدينو” التي تسبب نزلات البرد عند الشمبانزي كوسيلة لحمل المادة الوراثية الخاصة ببروتين “سبايك”، الخاص بفيروس كورونا المستجد، لحقنها في الخلايا البشرية.

ويقول شحاتة: “انطلاقا من نقاط القوة والضعف الخاصة بكل لقاح، سيكون لقاحا موديرنا وفايزر الأنسب للدول الغنية، بينما لقاح استرازينكا أكسفورد سيكون أكثر ملاءمة للدول النامية والفقيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى