صحة وجمال

نظرية جديدة لتفسير وفيات كورونا.. السر في المناعة

 

مع تواصل فيروس كورونا المستجد حصد المزيد من الأرواح حول العالم، تركز الكثير من الأبحاث على دور الجهاز المناعي لدى المرضى الذين يصابون بعدوى شديدة.

تقول إحدى النظريات الشائعة إن الجهاز المناعي يعطي رد فعل مبالغ فيه لمحاربة الفيروس، حيث ينتج بعد عدة أيام ما يسمى بـ”عاصفة السيتوكين”، التي تؤدي إلى تلف الأعضاء المميت، وخاصة الرئتين.

لكن النتائج الجديدة التي توصل إليها فريق من الباحثين بقيادة علماء في كلية الطب بجامعة واشنطن في “سانت لويس” تشير إلى نظرية أخرى وهي أن المصابين بكورونا يمرضون لأن أجهزتهم المناعية لا تستطيع أن تفعل ما يكفي لحمايتهم من الفيروس.

واقترح الباحثون في ورقتين تم نشرهما مؤخراً بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية “جاما” ومجلة “جي سي آي – إنسيت” أن تعزيز المناعة يمكن أن يكون استراتيجية علاجية محتملة لـ”كوفيد-19″.

وقال كبير الباحثين ريتشارد هوتشكيس، الأستاذ بجامعة واشنطن: “المرضى في جميع أنحاء العالم يعالجون باستخدام الأدوية التي تفعل أشياء مختلفة للغاية، بعض الأدوية تقضي على الاستجابة المناعية، بينما يعززها البعض الآخر”.

وأضاف: “قد يكون صحيحاً أن بعض الناس يموتون بسبب استجابة للالتهاب المفرط، ولكن يبدو من الأرجح لنا أنه إذا أوقفت الجهاز المناعي أكثر من اللازم، لن تكون قادراً على التحكم في الفيروس”.

وخلال الدراسة تم جمع عينات الدم من 20 مريضًا بـ”كوفيد- 19″ في مستشفى بارنز ومركز ميسوري الطبي في سانت لويس، استخدم الباحثون اختباراً لقياس نشاط الخلايا المناعية في الدم.

وقارنوا دم هؤلاء المرضى بـ26 من مرضى الإنتان “تعفن الدم” في المستشفى و18 آخرين من المرضى الذين يعانون من مرض شديد ولكن لم يكن لديهم إنتان ولا كورونا.

ووجد الباحثون أن مرضى كورونا غالباً ما يكون لديهم عدد أقل بكثير من الخلايا المناعية المنتشرة عن المعتاد، وعلاوة على ذلك، لم تفرز الخلايا المناعية الموجودة مستويات طبيعية من السيتوكينات الجزيئات التي اقترحها الكثيرون كسبب لتلف الأعضاء والوفاة في مرضى “كوفيد- 19”.

وبدلاً من محاولة محاربة العدوى عن طريق زيادة التدخل في إنتاج السيتوكينات، جربوا استراتيجية نجحت في الدراسات السابقة التي أجريت على مرضى الإنتان، وهي استخدام مادة تسمى “interleukin-7 “IL-7، وهو سيتوكين مطلوب للتطوير الصحي للخلايا المناعية.

ووجد الباحثون في هؤلاء المرضى أن مادة “IL-7” ساعدت في إعادة التوازن إلى جهاز المناعة عن طريق زيادة عدد الخلايا المناعية ومساعدة تلك الخلايا على إنتاج المزيد من السيتوكينات لمحاربة العدوى، ولم يثبت البحث أن العلاج بـ IL-7 أدى إلى تحسن معدل الوفيات لدى المرضى.

وقال كينيث إي ريمي، أستاذ مساعد في طب الأطفال والتخدير في جامعة واشنطن: “كنا نحاول معرفة ما إذا كان بإمكان مادة IL-7 جعل هذه الخلايا المناعية تعمل مرة أخرى، ولم يتم تصميم التجربة لتقييم تأثير IL-7 على الوفيات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى