السودان: من ينقذ ملايين الأطفال من كارثة فقدان التعليم؟
الخرطوم – صقر الجديان
أطلقت الأمم المتحدة تحذيرا جديدا بشأن وضع تعليم الأطفال في السودان وما آل إليه في ظل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تمر به البلاد.
التحذير الجديد، الذي صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالاشتراك مع منظمة “أنقذوا الأطفال”، يقول إن حوالي سبعة ملايين طفل في السودان، أو ما يعادل ثلث الأطفال السودانيين، لا يتلقون تعليما، ما يهدد بـ”كارثة جيل”.
وأشار البيان المشترك إلى أن “واحد من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة في السودان”.
وأوضح أيضا أن دراسة 12 مليون طفل آخرين “ستتعرقل بشكل كبير بسبب نقص المعلمين ووضع البنية التحتية”.
وطالب البيان بـ”إعادة فتح المدارس وتوفير فرص التعليم البديل للأطفال الذين فاتتهم سنوات عديدة من الدراسة”.
وقالت ممثلة يونيسف في السودان، مانديب أوبراين، بحسب البيان، إنه “لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله الذين في سن الدراسة مبادئ القراءة والكتابة .. فالتعليم ليس مجرد حق، إنه أيضا شريان حياة”.
يأتي هذا رغم تحقيق السودان تحسينات كبيرة في التعليم الأساسي خلال العقد الماضي، فقد زاد العدد الإجمالي للمدارس (العامة والخاصة) بمقدار 2800 مدرسة بين العامين 2008 و2018، ما أتاح لمليون طفل إضافي الحصول على التعليم.
وتقول الأمم المتحدة إن عدم الاستقرار السياسي في السودان وجائحة كورونا تسببا في إغلاق المدارس لفترة طويلة، ما أدى إلى تعطيل تعليم أكثر من 8 ملايين طفل سوداني منذ عام 2019، وإلى تدمير سنوات من التقدم الذي تم تحقيقه.
وتشير إلى أن إغلاق المدارس لفترات طويلة في أعقاب الجائحة أثر بشكل سلبي على 8.1 مليون طفل مسجلين في المدرسة (ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا)، فضلا عن تفاقم الوضع بالنسبة لـ 3.6 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، وخاصة أولئك الذين يعيشون في ظل النزاعات والأزمات.
ووفقا للمنظمة الدولية يبلغ معدل الالتحاق بالمدرسة في المناطق الثمانية المتضررة من النزاع (ولاية دارفور، وجنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق) %47 وهي نسبة متدنية جدا مقارنة مع متوسط معدل الالتحاق بالمدرسة في باقي مناطق البلاد حيث يشكل عدد أطفال السودان نصف عدد إجمالي السكان.
وفي شهر يوينو/حزيران قالت ممثلة يونيسف في السودان مانديب أوبراين إن 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، منهم 650 ألفا يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون بشكل عاجل إلى الأغذية العلاجية.
ويرى مراقبون أن انقلاب أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تسبب في عزلة اقتصادية جديدة لواحد من أفقر بلدان العالم، رغم أنه بدأ بالكاد في التعافي بعد حظر دام 25 عاما عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير من السلطة عام 2019.
فقد فقد السودان أخيرا نحو أربعين بالمئة من إيراداته، فبعد انقلاب البرهان جمدت مؤسسات التمويل الغربية الأموال التي كانت ستدفعها للحكومة الانتقالية دعما لتحول البلاد الى حكم مدني ديموقراطي بعد ثلاثة عقود من الدكتاتورية في عهد البشير.
ومنذ وقوع الانقلاب تشهد البلاد احتجاجات مستمرة للمطالبة بإنهاء الإجراءات التي تلت الانقلاب واستكمال المرحلة الانتقالية وصولا إلى حكم مدني.
كما شهدت احتجاجات أخرى يشارك فيها جميع فئات المجتمع بما فيها المدرسون، احتجاجا على تدني الأجور والضرائب الباهظة وسوء الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.
إقرأ المزيد