اختفاء «شكرت الله» وتسكين قوات ضخمة على الحدود.. تطورات تٌشعل دارفور
الخرطوم – صقر الجديان
أبلغت أسرة اللواء معاش أحمد عبد الرحيم شكرت الله وهو قائد رفيع بقوات الدعم السريع الشرطة الأسبوع الماضي باختفائه وفقدان الاتصال معه منذ الجمعة الموافق للتاسع من ديسمبر الجاري.
وأصدر قسم شرطة جبرة جنوبي الخرطوم في الثاني عشر من ديسمبر 2022، نشرة فقدان اطلعت عليها (شبكة صقر الجديان) بناء على بلاغ ذوي الضابط الرفيع.
عمل اللواء شكرت الله، في في الجيش السوداني لفترة طويلة وكان قائدا عسكريا لمنطقة النيل الأزرق وسلاح المدرعات قبل ان يحال للمعاش برتبة اللواء.
يعد الرجل أحد أبرز ضباط الاستخبارات الذين أسسوا ما يعرف بقوات حرس الحدود خلال حكم النظام السابق، وكان برفقته آنذاك وفقا لمعلومات نشرتها (سودان تربيون) قائد الجيش الحالي الفريق عبد الفتاح البرهان.
وبالتزامن مع اختفاء اللواء شكرت الله، لم تدل السلطات بمعلومات حول الأمر حتى الآن، بينما يشعل اختفائه إقليم دارفور مع وجود قوات مجهولة في المثلث الحدودي هناك.
كاهن حرس الحدود
عمل شكرت الله في أعوام 1996-1997 بحسب عنصر سابق في قوات حرس الحدود طلب حجب اسمه لدواع تتعلق بسلامته، بحامية للجيش في مدينة الجنينة توطدت خلالها علاقاته بالمجتمعات المحلية وبعض القيادات الأهلية .
ويقول العنصر السابق وفقا لـ(سودان تربيون) إن شكرت الله كان له دور بارز في تأسيس وقيادة تلك القوات، وقاد عدد كبير من العمليات الحربية لحرس الحدود ضد الحركات المسلحة في دارفور ولديه علاقات جيدة بزعيم المحاميد وقائد حرس الحدود السابق موسى هلال.
وفي 2019 عين شكرت الله قائداً لسلاح المدرعات عقب اعتقال قائد السلاح اللواء نصر الدين عبد الفتاح ووضع نائبه بكراوي في الايقاف اثر اتهامه بتدبير انقلاب في 12 سبتمبر 2020.
مثلث الجيش الغامض
وكشفت مصادر متعددة بالمثلث الحدودي بين السودان وإفريقيا الوسطى وتشاد عن وجود قوة عسكرية منذ 3 أشهر بالمنطقة تتبع لضابط كبير كان مشرفا على قوات حرس الحدود في مدينة الجنينة نهاية تسعينيات القرن الماضي.
وتتألف القوة بحسب المصادر من عناصر سابقة لحرس الحدود وآخرين بعضهم مفصولي من حركة تمازج (القريبة من الاستخبارات العسكرية)، ومفصولين من قوات الدعم السريع.
ولم يستطع المصدر تأكيد أو نفي زيارة شكرت الله لتلك القوة، وقال إنه ربما زارها أو لم يفعل.
وفي يناير الماضي أعلنت قوات الدعم السريع إغلاق الحدود مع إفريقيا الوسطي، لأسباب أمنية متعلقة بمخاطر وممارسات سلبية بين الحدود.
وقالت القوات على صفحتها الرسمية بـ(فيسبوك) في ذلك الوقت أن عملية الإغلاق، استلزمت إجراء السودان تنسيقا مع إفريقيا الوسطى وتشاد.
وأظهرت متابعات خاصة أن القوة المجهولة تتواجد داخل غابة كثيفة بالمثلث وانتظم عناصرها في التجمع منذ ثلاثة أشهر.
وبيّن أهالي يعملون في الرعي بتلك المنطقة عدم وجود شبكات اتصالات في تلك الغابة وعلى امتداد نطاق واسع حولها يصل لمسافة سير تقدر بساعتين.
يؤكد عنصر آخر عمل بحرس الحدود والتحق بعد ذلك بقوات الدعم السريع أن القوة الموجودة حالياً في الشريط الحدودي تساند مجموعة مسلحة معارضة للحكم في جمهورية أفريقيا الوسطى يتزعمها قائد عسكري أفرو أوسطي معروف تعود جذوره إلى قبيلة “السلامات” التي تقطن تلك المنطقة.
لا يؤيد مصدران في مدينة الجنينة تحدثوا لـ(سودان تربيون) رواية أخرى متعلقة بتلك القوات وتبعيتها لجهة نظامية أو قيادة اللواء شكرت الله لها، كما ينفيان قيام طائرة أجنبية بقصف موقع تلك القوات قبل فترة حسبما تناقلت وسائل إعلام.
ويؤكدان أن المنطقة معزولة بالكامل حيث لا يستطيع أي شخص الوصول إليها، ولم يعد أي شخص ذهب إلى هناك –وفق روايتهم.
في ذات الوقت، ينبه المصدران إلى أن موقع القوات على مسافة غير بعيدة من قاعدة عسكرية تستخدمها قوات “فاغنر” الروسية داخل أفريقيا الوسطى.
وأكد مصدر أخر، أن القوة التابعة لمجموعة “فاغنر” تدعم النظام الحالي في أفريقيا الوسطى وتقوم بعمليات استخباراتية نوعية على الحدود لمراقبة المعارضة هناك بدعم مباشر من موسكو وقائد الدعم السريع في السودان.
ورأى في الوقت، أن هناك ما يرتيط بين تلك القوات ومجموعة فاغنر الروسية كما يبدو خاصة في العمل داخل دولة إفريقيا الوسطى.
في حين، لفت الصحفي المتخصص في شؤون ولاية غرب دارفور محي الدين زكريا إلى أحاديث كثيرة تدور داخل مجتمع مدينة الجنينة حول ماهية تلك القوات.
وقال زكريا لـ(سودان تربيون) إن المعلومات حاليا غائبة بالكامل حول تلك القوات.
ونشر موقع (مونتي كاروو) معلومات قبيل يومين بالعثور على سيارة اللواء المختفي في أم درمان وتبين من سجلات المرور أن السيارة تخصه.
وربط الموقع في تقريره اعتقال شكرت الله بايعاز من حميدتي بعد اتهامه بتأسيس حركة مسلحة على الحدود مع دولة إفريقيا الوسطى.
إقرأ المزيد