«السافنا» ينفي تصفية أنس عمر ويقر بهزيمة الدعم السريع في معركة الإذاعة
الخرطوم – صقر الجديان
نفى القائد الميداني في قوات الدعم السريع، علي رزق الله الشهير بـ”السافنا”، اتهامات وجهت له بتصفية كادر حزب المؤتمر الوطني المحلول أنس عمر،المعتقل لدى قوات الدعم السريع منذ أشهر.
وأكد السافنا في مقابلة نشرتها “سودان تربيون” الأحد، أن “تصفية الأسرى والمعتقلين ليس من عاداتنا وتقاليدنا”، وأن ما يردده البعض عن تصفية أنس عمر غير صحيح.
وأوضح أنه لم يلتق بالأسير عمر منذ أن اقتادته قواتهم، مشيراً لعدم صلته بالمعتقلات الخاصة بقوات الدعم السريع في الخرطوم، باستثناء زيارات متقطعة قال إنه يتفقد خلالها الأسرى العسكريين.
وتقول قوات الدعم السريع إن قصف طيران الجيش العديد من مقراتها في العاصمة أدى لمقتل عدد كبير من الاسرى ،لكنها لم تحدد ارقام القتلى ولا هوياتهم.
واعترف السافنا بهزيمة قواتهم في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووصف ماحدث بالأمر العادي في ظل المكاسب الكبيرة التي حققتها قواتهم خلال الأشهر الماضية.
وقال: “ليس من الأهمية الحديث عن فقداننا لمقر الإذاعة.
سبق وأن فقدنا أعداد كبيرة من المقاتلين في عملية جبانة نفذها الجيش على معسكر للمفوجين للسعودية في اليوم الأول للحرب. هذه كلها خسائر ونتساءل بعد أن سيطر الجيش على الإذاعة هل قادر على المحافظة على هذا الموقع؟.. مازلنا نطاردهم في أم درمان وسنستمر في ذلك”.
ونفى السافنا بشدة وجود خلافات داخل أروقة قوات الدعم السريع، وقال إن جنود وضباط قوات الدعم مستوعبون لقضيتهم ومستمرون في القتال حتى تحقيق النصر.
وأكد أن “الجنود يصرفون رواتبهم وكذلك عتادهم الحربي مستمر ولا وجود لخلافات فيما بينهم”.
وحقق الجيش خلال الأسابيع الأخيرة تقدما ملحوظا في محور أم درمان، ونجح في ابعاد الدعم السريع عن أحياء أم درمان القديمة ومبنى الإذاعة والتلفزيون بعد شنه هجمات عنيفة استخدم فيها الطيران المسير علاوة على كتائب المشاة والعمليات الخاصة.
وبَاهَى السافنا بالانتصارات التي حققتها قواتهم طوال العشرة أشهر الماضية، وكشف عن تمكنهم من إسقاط نحو 63 طائرة حربية، وتدمير أغلب الدبابات التي يمتلكها الجيش، وسيطرتهم على مصانع الذخيرة والسلاح في جنوب الخرطوم وأغلب مقرات الجيش في العاصمة والولايات.
ومع ذلك، عاد السافنا وقال “إن الحل الأمثل لهذه الأزمة هو العودة لطاولة المفاوضات لوقف الحرب وتسليم السلطة للشعب، وأن استمرار القتال ضحيته هو المواطن”.
وبرأ القائد العسكري قواتهم من مسؤولية ارتكاب انتهاكات وجرائم طالت آلاف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وحمل من وصفهم بـ “الشفشافة” – اللصوص – مسؤولية الوقوف وراء جرائم النهب والسرقة التي تطال المدنيين.
كما كشف “السافنا”عن توقيف مجموعات كبيرة تورطت في ارتكاب انتهاكات باسم قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة.
وتعيش عشرات القرى المترامية في الولاية، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر الماضي، انتهاكات مريعة تسببت في تهجير السكان بعد موجات قتل وسلب وتنكيل لم تشهدها المنطقة من قبل.
وتحدث السافنا عن اقتراح قوات الدعم السريع تأسيس جيش وطني جديد يمثل كل الشعب السوداني، وإبعاد كل كتائب الإسلاميين.
وأعلن رفضهم سيطرة أبناء مناطق معينة في السودان على الرتب العليا في الجيش والأجهزة النظامية الأخرى، بجانب الشركات الكبرى والمؤسسات الاقتصادية، ووصف ذلك بالظلم الذي يجب أن يتم تغييره.
وانتقد بشدة إعلان مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان وجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة انحيازهم للجيش السوداني في قتاله ضد الدعم السريع، وقال إن تقديراتهم خاطئة بعد أن تحالفا مع المجموعات التي كانت تصفهم بالأجانب والمرتزقة.
السافنا هو زعيم حركة مسلحة وقع اتفاق سلام مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2013، منح بموجبها رتبة مقدم في الجيش، لكنه عاد وتمرد على السلطة آنذاك معلنا انضمامه لمجلس الصحوة الذي أسسه الزعيم الأهلي موسى هلال.
واعتقل السافنا في 2017 برفقة زعيم مجلس الصحوة موسى هلال وقدم لمحاكمة عسكرية انتهت بفصله من الجيش وتجريده من رتبته، لكن عقب اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 انضم السافنا لقوات الدعم السريع.