رحلة تاريخية للسفينة “غرانديوزا” تمهد عودة عمالقة البحار
تبدأ السفينة “إم إس سي غرانديوزا” رحلة تاريخية تواجه فيها الحواجز التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع السفن السياحية منذ مطلع عام 2020.
وقبل تفشي فيروس كورونا شهد عام 2019 تألق صناعة الرحلات البحرية، والتي حظيت بإقبال نحو 30 مليون سائح تم نقلهم على متن 272 سفينة، وفقا للرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) وهي أكبر منظمة تجارية تجمع شركات السفن السياحية.
وبعد اختفاء لما يقرب من نصف عام، يبدأ العمالقة أو وحوش البحار كما يطلق عليهم العودة من جديد عندما تغادر أول سفينة سياحية كبيرة ميناء جنوة بإيطاليا مساء الأحد لتقوم بجولة في البحر المتوسط، أملا في إحياء هذا القطاع الأساسي لاقتصاد البلاد والذي تأثر كثيرا جراء تفشي الفيروس.
وتلقب هذه السفن بعمالقة أو وحوش البحار حيث يمكنها استيعاب نحو 7 آلاف راكب و220 من أفراد الطاقم، ويتجاوز ارتفاعها 10 طوابق في مبنى، وطولها أكبر من 12 حوتا أزرق، ويبلغ حجمها 5 أضعاف سفينة تيتانيك.
تمهد السفينة “إم إس سي غرانديوزا” التابعة لمجموعة “إم إس سي” لرحلات السفن السياحية، الطريق أمام عودة القطاع الذي تقدر إيراداته بنحو 46 مليار دولار سنويا وفقا لبيانات موقع “thehustle” الأمريكي.
رحلة السفينة “غرانديوزا” تستغرق 7 أيام، تبدأ من ميناء جنوة (شمال غرب إيطاليا) لتنتهي في موانئ تشيفيتافيكيا بالقرب من روما ونابولي وباليرمو وفاليتا في مالطا.
خطورة الرحلة تتمثل في كونها اختبارا حقيقيا لقدرة القطاع على العودة والتعايش في ظل الإجراءات التي فرضتها الجائحة، المتمثلة في تقليل عدد الركاب ووضع قواعد لتناول الطعام والعديد من الأنشطة التي يجب الحفاظ فيها على قواعد التباعد.
وتضرر قطاع الرحلات البحرية من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الصحية، وكذلك بسبب الانتقادات التي تعرض لها بسبب سوء إدارة الأزمة على متن السفن في بداية الوباء.
وتنظر الشركات العاملة في مجال السياحة بعين الاعتبار لهذه الرحلة التي سيتم خلالها تطبيق البروتوكولات الصحية الجديدة، خاصة أن القطاع فشل بشكل كبير في بداية الجائحة، بعد تسجيل 3047 إصابة و73 حالة وفاة بسبب كورونا على متن السفن السياحية التابعة للجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية.
ويعد البحر المتوسط هو السوق الرئيسية للرحلات البحرية، ويبلغ حجم مبيعات الصناعة في أوروبا 14,5 مليار يورو سنويًا وتوفر 53 ألف فرصة عمل، وقدرت الخسائر بسبب الجائحة بنحو 25,5 مليار يورو، وفقًا للجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية.
وفي الوقت الذي تحلت فيه مجموعة “إم إس سي” بالشجاعة وقررت تسيير الرحلات البحرية، فضلت مجموعة كوستا، المنافسة لها التريث في الاستئناف الجزئي لرحلاتها البحرية حتى سبتمبر/أيلول المقبل.
لكن المخاوف تظل قائمة، في ظل الانتقادات التي وجهت للقطاع الذي لم يتعامل بشكل مثالي في بدايات الجائحة ولم يتخذ الإجراءات المناسبة ما تسبب في ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بهذه الرحلات.
ولم تكن شركة “إم إس سي” هي الوحيدة التي حاولت العودة، لكن سبقتها شركة “هورتيغروتن” النرويجية التي فشلت في تجربتها بعد تسجيل إصابات بكورونا على متن رحلة لها، ما اضطرها إلى وقف أعمالها مرة أخرى.
لكن مجموعة “إم إس سي” تراهن على التدابير التي اتخذتها والمتمثلة في إجراء فحوصات كورونا للركاب وأفراد الطاقم علاوة على الفحص اليومي لدرجات الحرارة، الأهم من ذلك هو إغلاق الموائد المفتوحة.