مجلس الوزراء: الاتفاق مع (الحلو) مبدئي ولن يسري الا بموافقة المؤسسات
الخرطوم – صقر الجديان
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن الاتفاق المبدئي الذي وقعه مع رئيـس الحركـة الشـعبية لتحريـر السـودان -شـمال، عبـد العزيـز الحلـو ” لن يكون نافذا قبل اعتماده من المؤسسات المعنية”.
ووقع حمدوك والحلو على اتفاق مشترك لمعالجة الخلاف حول العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات في أديس ابابا استمرت من الاربعاء 2 سبتمبر وحتى الجمعة 4 سبتمبر.
وواجه الإعلان عن الاتفاق فور إشهاره موجة نقد عنيفة من تيارات إسلامية وقوى مؤيدة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير باعتباره اتفاقاً نهائيا على فصل الدين عن الدولة.
وخرج عشرات المصلين في ضاحية الجريف بعد صلاة الجمعة هاتفين ضد الاتفاق ومستنكرين توقيعه، في وقت تجمع عدد من أبناء جبال النوبة في مطار الخرطوم لاستقبال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك معلنين تأييدهم الكبير للاتفاق مع الحلو.
وقال بيان صادر من مجلس الوزراء فور عودة حمدوك للخرطوم الجمعة انهما وقعا “علـى اتفـاق مبدئـي حـدد القضايـا الرئيسـية التـي يجـب وضعهـا علــى طــاولات التفــاوض، كمــا اتفقــا أن يمــر هــذا الاتفــاق علــى القنــوات والأجهزة المعنية من الجانبين”.
واضاف البيان ” الاتفــاق يصيــر ملزمــا بعــد مناقشــته وإجازتــه مــن المؤسسـات المعنيـة، وسـتتم العـودة للمفاوضـات الرسـمية علـى ضـوء مـا تحقـق من تقدم في المفاوضات غير الرسمية”.
ونص الاتفاق المشترك على ان يقوم الدستور على مبدأ فصل الدين عن الدولة وفي غياب هذا المبدأ يجب احترام حق تقرير المصير كما شدد الاتفاق على عدم جواز تحديد دين رسمي للدولة. كما لا يجوز التمييز بين المواطنين على أساس دينهم.
واتفق الطرفان على عقد ورشة تفاوض غير رسمية لمناقشة العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير بهدف الوصول إلى فهم مشترك يسهل مهمة فرق التفاوض الرسمي.
وتجدر الاشارة إلى المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لم تحزر اي تقدم بعد التوقيع على اتفاق 18 أكتوبر الذي تضمن ترتيب اولويات التفاوض والتي تبدأ بالقضايا السياسية ثم الانسانية واخيرا الترتيبات العسكرية.
ونجحت الوساطة مؤخرا في حمل الطرفين على استئناف المفاوضات في شهر اغسطس الماضي لكن سرعان ما انسحب وفد الحركة الشعبية من التفاوض هذه المرة محتجا على ترؤس حميدتي لوفد الحكومة المفاوض.
(المؤتمر السوداني) يؤيد فصل الدين عن الدولة
واعتبر حزب المؤتمر السوداني اتفاق أديس بين حمدوك والحلو ” اختراقاً مهماً” في طريق استكمال عملية السلام وخطوة إيجابية تؤكد حرص جميع الأطراف على السلام كهدف رئيسي من أهداف ثورة ديسمبر.
ودعا الحزب في بيان الجمعة لاستئناف التفاوض في جوبا بتوقيع اتفاق لإعلان المبادئ يعالج قضية الدين والدولة بالنص صراحة على الفصل بينهما مع تأكيد صريح على وحدة السودان.
كما دعا الى توقيع اتفاق لوقف العدائيات مع استئناف التفاوض في بقية الملفات بصورة متوازية تضمن الوصول لاتفاق سلام شامل بأسرع فرصة ممكنة.
وقال الحزب في بيانه إن رؤيته ترتكز على أن لا قيمة تعلو على السلام العادل الدائم الذي يفكك تعقيدات الواقع السوداني الموروثة بعمقها الضارب منذ استقلال السودان الي اليوم.