هل يهدد تدهور إحصائيات “كوفيد-19” العالم بإغلاق ثان؟
تشير الإحصائيات الأخيرة إلى الارتفاع السريع بعدد المصابين بالفيروس التاجي، ما أجبر العديد من الدول على فرض قيود جديدة وخاصة في المناطق التي ارتفع فيها عدد المصابين.
وتشير الإحصائيات إلى أن الأوضاع حاليا اسوأ بكثير مما كانت عليه في فصل الربيع في معظم أنحاء العالم، فقد وصل عدد المصابين في الهند إلى أكثر من 5 ملايين مصاب. وفي إسرائيل قررت السلطات غلق رياض الأطفال من جديد، ومنع الابتعاد عن المسكن أكثر من 500 متر لشراء الأدوية والمواد الغذائية. كما تقرر غلق المسجد الأقصى والمتاجر الكبيرة وصالات الرياضة وصالونات الحلاقة، ويعود الكثيرون للعمل عن بعد لمدة ثلاثة أسابيع. ولكن السلطات لا تستبعد تمديد العمل بهذه الإجراءات، في حال استمر الوضع بالتدهور.
وليست أوضاع أوروبا أفضل، فقد ارتفع معدل الإصابات في إسبانيا مثلا مقارنة بفصل الربيع حتى بلغ 9 آلاف إصابة في اليوم، ثلثها في العاصمة مدريد. وتشير ماري كروز مارتن، المتحدثة باسم الجمعية الإسبانية للعناية المركزة، إلى أنه “منذ نهاية يوليو وبداية أغسطس بدأ عدد المصابين يزداد في أقسام العناية المركزة. وقد حصل هذا أسرع بكثير من المتوقع، وأصبحت معظم المستشفيات مكتظة حاليا بالمصابين”.
ونتيجة لهذه الزيادة في عدد الإصابات، تخطط سلطات مدريد لفرض قيود جديدة وخاصة في المناطق الجنوبية من العاصمة ذات الكثافة السكانية العالية.
ويلاحظ نفس الشيء في بلدان أوروبية أخرى. ففي جميع مدن فرنسا الكبيرة، فرض ارتداء الأقنعة على الجميع ومن يخالف يضطر لدفع غرامة كبيرة. وتتخذ جمهورية التشيك والنمسا إجراءات مماثلة. وأدرجت ألمانيا مدن فيينا وبودابست وغيرها في قائمة مناطق الخطر، وكل من يأتي من هذه المدن يخضع لحجر صحي لمدة أسبوعين. كما لا يستبعد فرض قيود جديدة في اليونان أيضا. والشيء ذاته يشمل مدينة لندن بعد تسجيل 4 آلاف إصابة يوميا في بريطانيا. وقد أعلن بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا أن المملكة تفتقر إلى الاختبارات اللازمة ولا يمكنها تحمل تكاليف الحجر الصحي الكامل ثانية.
وأدت محاولة تخفيف القيود في الهند إلى ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 5 ملايين شخص. كما لا تزال الولايات المتحدة تتصدر قائمة الإصابات في العالم حيث تجاوز العدد فيها 6.5 مليون إصابة. لذلك تعتزم كندا تمديد غلق الحدود معها على الأقل إلى شهر نوفمبر 2020.