السودان يستبعد الحرب جراء سد النهضة.. ويستعد للملء بعدة سيناريوهات
الخرطوم – صقر الجديان
أعلن السودان، الجمعة، وضع عدة سيناريوهات وخطط فنية وقانونية في حال الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي دون إخطار.
وأكد وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، في تصريحات صحفية، أن “إثيوبيا رفضت مقترح السودان للوساطة الرباعية”.
ووضح أن “إثيوبيا رفضت أيضا الدعوة لعقد قمة على مستوى رؤساء الحكومات لبحث قضية سد النهضة الإثيوبي”.
وأشار وزير الري السوداني، إلى أن “الملء الأول لسد النهضة دون اتفاق أو إخطار كانت خطوة مفاجئة جعلتنا نشك في النوايا الإثيوبية”.
واتهم وزير الري السوداني إثيوبيا بأنها ” تماطل في الوصول لاتفاق لتجعل ملء السد أمرا واقعا”.
وتابع عباس: “احتطنا فنيا بتخزين كمية من المياه في خزان الروصيرص في حال نقص المياه الواردة إلينا بسبب سد النهضة”.
واستطرد وزير الري السوداني: “لا نتوقع نشوب حرب بين الدول الثلاث بسبب قضية سد النهضة”.
ولفت إلى أن السودان “سيعمل على حشد الرأي العام العالمي والإقليمي لضرورة مواصلة التفاوض الجاد للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة”.
وأشار إلى أن “التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة لا ينتقص من سيادة أو حقوق إثيوبيا بل يحفظ حقوقها كاملة ويحمي مصالح بلادنا”.
وشدد على أن “الاتحاد الأفريقي لم يلعب دوره القيادي في مفاوضات سد النهضة بل كانوا مراقبين فقط، ولم تكن هناك منهجية جادة للوصول لاتفاق بشأن سد النهضة”.
وكان وزير الري السوداني، دعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، لدعم موقف الخرطوم بمحادثات سد النهضة.
وأكد خلال لقائه سفير الاتحاد الأوروبي المقيم بالخرطوم، روبرت فان دن دوول، على أن موقف الخرطوم يهدف إلى تعزيز آلية التفاوض وإقناع أطراف محادثات سد النهضة (إثيوبيا ومصر والسودان) للعودة إلى المفاوضات.
وأوضح أن عدم التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة يشكل تهديدًا لسلامة المنشآت المائية والاقتصاد على ضفاف النيل.
وجدد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، تمسك بلاده بقيادة الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة، مشيرا إلى استمرارية عملية البناء في المشروع الذي يثير جدلا مع دولتي المصب (مصر والسودان).
وقال مفتي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الأربعاء، إنه “لا يوجد أي سبب للسودان لاعتراضه على عملية الملء الثاني بعد تقديمنا مبادرة تبادل المعلومات وإرسال مشغلي سدود”.
وأضاف: “لسنا خائفين من الرباعية الدولية بشأن سد النهضة لكنه تقليل من احترام الاتحاد الأفريقي ومحاولة لتدويل سد النهضة”.
وفي وقت سابق اقترحت إثيوبيا، عقد اجتماع للاتحاد الأفريقي لإنهاء الجمود بشأن محادثات سد النهضة الذي وصلت إلى طريق مسدود بين الأطراف الثلاثة أديس أبابا والقاهرة والخرطوم.
والملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق ملزم يعد أكثر نقاط الخلاف حساسية بين إثيوبيا من جهة وكل من مصر والسودان من جهة أخرى. وتتبادل القاهرة وإثيوبيا الاتهامات حول مسؤولية فشل المفاوضات.
وفشلت مفاوضات مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في جولتها الأخيرة التي عقدت في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا مطلع الشهر الجاري، في التوصل لاتفاق ملزم حول السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية المحتملة.