تقرير «ثمن الانتقال» يكشف عن فظائع واسعة النطاق خلال الثورة السودانية
الخرطوم – صقر الجديان
كشف “ثمن الانتقال”، وهو عنوان لتقرير مفصّل أعدته مبادرة “حاضرين”، يغطي الفترة بين ديسمبر 2018 وأغسطس 2019، عن عنف دموي وفظائع وانتهاكات واسعة النطاق، وقعت خلال الثورة السودانية.
وقال أعضاء مبادرة حاضرين، في مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، إن اختيار “ثمن الانتقال”، عنواناً للتقرير يأتي للتذكير الدائم بحجم ما قُدم من تضحيات مهراً للعبور إلى سودان ينعم بالحرية والعدالة.
ووثق التقرير للفترة الممتدة منذ انطلاق الثورة في ديسمبر 2018، وحتى توقيع الوثيقة الدستورية، في السابع عشر من أغسطس 2019، شملت فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم.
وقسّم التقرير سرده للانتهاكات لثلاث مراحل: ما قبل السقوط، وفي الفترة من 12 أبريل 2019 إلى ما قبل فض الاعتصام، ثم الفترة من تاريخ فض الاعتصام وحتى توقيع الوثيقة الدستورية.
وأوضحت المبادرة، أن عدد الشهداء الذين حدثت وفاتهم مباشرة خلال فض الاعتصام، داخل الميدان 15، يشمل هذا العدد جثامين الشهداء التي وصلت مشرحة بشائر التعليمي مباشرة من مستشفيات المعلم ورويال كير والزيتونة.
وبحسب التقرير، فقد وصل عدد المصابين أثناء فض الاعتصام داخل الميدان، إلى 379، وصلوا لمستشفيات المعلم ورويال كير في الفترة قبل منتصف ظهيرة الثالث من يونيو.
انتهاكات جنسية
وأفرد التقرير حيزاً للانتهاكات الجنسية، وقال إن المبادرة بالتعاون مع مركز الأحفاد للإرشاد وعلاج الصدمات النفسية، 65 بلاغاً من سيدات، ذكرن أنهن تعرضهن للعنف الجنسي، بأنواع مختلفة يوم فض الاعتصام.
وطبقاً للتقرير، فقد تعرضت 31 من المبلغات للاغتصاب، 23 بينهن تم تناوب اغتصابهن من قبل المجموعة التي فضت الاعتصام، فيما أشارت بعض الناجيات إلى تعرضهن للاغتصاب داخل مسجد جامعة الخرطوم.
وذكر التقرير، أن 8 حالات تم التدخل الجراحي لمعالجة المضاعفات والآثار الجانبية التي تعرضن لها.
وأكد أن جزءاً من الناجيات بدأن العلاج، ولكن لم يواصلنه لأسباب متعددة، في وقت توقفت إحدى الناجيات عن العلاج بسبب تلقيها لرسائل تهديد، احتوت صوراً من مشاهد اغتصابها.
وأشارت المبادرة إلى أن مجموع شهداء الثورة السودانية 186، سقط 37% منهم قبل سقوط نظام المخلوع، بينما سقط 63% منهم في فترة تولي المجلس العسكري حكم البلاد.
ولفت التقرير إلى أن عدد المصابين في ثورة ديسمبر من مختلف الولايات، بلغ 2 ألف والذين تم تقديم الخدمات العلاجية لهم في المؤسسات الصحية المختلفة حكومية أو خاصة داخل الخرطوم، أقل من نصفهم كانت أصابتهم قبل السقوط، والجزء الأكبر بعد سقوط النظام البائد.
ورصد التقرير، فيما يلي الأضرار النفسية 70 حالة، تم إدخال 10 حالات لمؤسسات علاجية، توزعت ما قبل وبعد سقوط النظام البائد، فيما أكد أنه لا يزال هناك 6 مفقودين، لم يتم معرفة مصيرهم بعد.