منظمات ترسم صورة قاتمة للوضع الإنساني بعد أحداث الجنينة
الخرطوم – صقر الجديان
تحدثت منظمات مجتمع مدني عن أوضاع إنسانية قاسية، يعيشها أكثر من 88 ألف نازح داخل مراكز الإيواء الحكومية المؤقتة، التي فروا إليها عقب الهجوم الواسع على معسكر كرنديق.
وقُتل 161 شخص على الأقل وجرح أكثر من 200 آخرين، في اقتتال ذو طابع قبلي، في معسكر كرنديق بالجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، وهو معسكر كان يأوى نازحين بسبب الحرب في الإقليم.
وبحسب المنظمات فإن الأوضاع في الجنينة ما زالت مهيأة لمزيد من أعمال العنف، خاصة في ظل إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المدن الأخرى جراء اعتصام يقيمه أهالي محسوبين على القبائل العربية، يطالبون بإقالة الوالي وإبعاد النازحين من المدينة، وهو اعتصام أكمل يومه العاشر.
وقدرت مبادرة منظمة المجتمع الولاية في ولاية غرب دارفور، في تقرير ميداني، تلقته “سودان تربيون”، المتضررين من أعمال العنف بحوالي 88.863 نازح، قالت إنهم في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية وحماية.
وأشارت إلى النازحين الجُدد الذين يقيمون في 75 مركز إيواء مؤقت هي في الأصل مؤسسات حكومية، بحاجة إلى مساعدة لضمان بقائهم على قيد الحياة، حيث يفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب والصرف الصحي.
وقال التقرير إن معظم النازحين يلجأون إلى مستشفي الجنينة التعليمي بسبب عدم وجود عيادات طبية داخل مراكز الإيواء المؤقتة، مشيرا إلى أن ولاية غرب كردفان تواجه نقصا حادا في الأدوية والمعدات الطبية.
وكشفت المبادرة عن وجود 627 طفل يعانون من سوء التغذية من النازحين، متوقعة مواجهة أطفال آخرين لذات المصير حال استمرار الأوضاع في شكلها الراهن، وحذرت من انتشار الأمراض الوبائية الناجمة عن تلوث مياه الشرب وضعف الصرف الصحي.
وقالت إن هناك 22.000 طفل يحتاجون إلى توفير احتياجات ضرورية لهم، إضافة إلى وجود 566 طفل من حديثي الولادة يحتاجون إلى رعاية فورية.
ووفقا للتقرير، فقد بلغ عدد الحوامل من النازحين 4.200 امرأة، حيث يصل عدد الأسر إلى 14.800 أسرة، فيهم 4.600 شخص من كبار السن إلى متابعة صحية وكساء لحمايتهم من البرد القارس.
وقال التقرير إن النازحين يحتاجون إلى 50 ألف جوال ذرة يكفيهم لفترة 20 يوم، علاوة على 60 عيادة صحية جاهزة بطاقم طبي في مراكز الإيواء الكبيرة.
وأفاد بأن النيران قضت على 70% من مساحة المعسكر، كما أنهار النظام الصحي، في أحداث الاقتتال الأهلي التي بدأت في 16 يناير الماضي.
وأشار التقرير إلى أن النازحين فقدوا معظم مخزون المواد الغذائية جراء الحرائق، فهم يعتمدون على الزراعة في فصل الخريف لتأمين غذائهم من المحاصيل في بقية فصول السنة.
وأدت الأحداث إلى إغلاق 7 مدارس، بسبب الأحداث، وهو ما يعني ضياع فرص التعليم لـ 6.500 طالب، منهم 3.800 من تلاميذ مدارس الأساس و1.700 من طلاب المدارس الثانوية.
كما أدت الأحداث، بحسب التقرير، إلى حدوث خلل في سبل كسب العيش، الأمر الذي دفع آلاف النازحين إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية، في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية في أسواق المدينة.
وأرجع التقرير الأحداث إلى ضعف دولة القانون بسبب تقاعس الأجهزة النظامية عن القيام بواجباتها وانتشار السلاح في أيدي المتفلتين.
واشتكت المبادرة من بطء استجابة المنظمات لجبر ضرر المتضررين، حيث يوجد في الولاية 13 منظمة دولية ووكالة أممية ونحو 40 منظمة وطنية فاعلة.
وأضافت: “ظلت الحكومة تعمل على حث المنظمات للتوجه الى مراكز الإيواء النازحين، إضافة الى تأمين المستشفيات الكوادر الصحية والباحثين الاجتماعيين الذين يحصون النازحين، ولكن لم تقدم الحكومة الاتحادية اي مساعدة إنسانية”.